جزيرة الهدوء
عزيزي الزائر ...عزيزتي الزائرة .. أنت غير مسجل في منتدى ***جزيرة الهدوء*** فياريت تسجل وإحنا نتشرف بيك دائما

جزيرة الهدوء
عزيزي الزائر ...عزيزتي الزائرة .. أنت غير مسجل في منتدى ***جزيرة الهدوء*** فياريت تسجل وإحنا نتشرف بيك دائما

جزيرة الهدوء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:06 am

السلام عليكم



خديجة بنت خويلد

"لا والله ما أبدلني
الله خيرا منها .. آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس .. وواستني بمالها
إذ حرمني الناس .. ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء . "محمد عليه الصلاة
والسلام
كانت مكة تعيش أيامها كما تعودت أن تعيش .. أيام رتيبة مملة .. وليال
أكثر رتابة .. يتحدثون خلالها عما يجري في مجتمع مكة .. أو يرددون أشعار هذا أو ذاك
من الشعراء .. وهو يمدح أو يذم كبيرا من كبرائهم .. فإذا زاد ضجرهم خرجوا يطوفون
حول الكعبة يعظمون ما بها من أصنام. في هذا المناخ نشأ محمد بن عبد الله صلى الله
عليه وسلم .. عرفته مكة .. جميل المحيا .. راجح العقل .. بليغ الكلمات .. قوي الحجة
.. أمينا .. صادقا .. متكامل الصفات .. بعيدا تماما عن لهو شباب مكة وعبثهم .. لم
يسجد لصنم قط.. والذين اقتربوا منه عرفوا عنه عزوفه التام عما كان يبهر غيره من
الشباب، أما حرفته فهو رعي الغنم.. وسمته التفكر الطويل .. والتأمل في كل ما حوله
من مظاهر الكون .. السماء وما فيها من نجوم .. والأرض ما فيها من جبال ووديان
وسهول..
وذات يوم علم عمه أبو طالب أن خديجة بنت خويلد .. سيدة مكة الثرية
الفاضلة والتي رفضت الزواج ممن تقدم إليها من كبار رجالات مكة لأنها خشيت أن يكون
الزواج منها طمعا في أموالها، وكانت قد تزوجت مرتين من قبل. علم أبو طالب بأنها
تريد من يخرج ليتاجر لها في مالها في الشام وكانت تعطي له "زوجا" من الإبل نظير هذه
المهمة .. فعرض عليها أن يقوم بهذه المهمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ..
فوافقت السيدة الفاضلة وهي لا تكاد تصدق ما تسمع .. فقد سمعت عن محمد وعفته وطهارته
وذكائه وأمانته الكثير .. وقررت أن تعطيه أربعة من الإبل عن رحلته تلك.. ووافق محمد
بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يتاجر في مال السيدة خديجة، وأن يسافر إلي الشام
في هذه المهمة .. فهو يحب السفر لأن السفر يتيح له أن يخلو إلي نفسه .. وأن يفرغ
لتأملاته .. أنه سوف يسير في نفس الطريق الذي سلكه وهو يتجه نحو الشام مع عمه أبي
طالب عندما كان صبيا .. حيث أنه سوف يمر على أديرة الرهبان .. وعلى بلاد طالما سمع
عنها.. وأرسلت خديجة معه خادمها ميسرة .. واشترى لها محمد وباع .. وربحت تجارته ..
بينما عاد ميسرة مبهورا بشخصية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. الشاب
الرزين .. صاحب الفكر العميق .. والكلمات التي تسيل رقة وعذوبة والذي أوتى جوامع
الكلم..!
وعاد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلته خديجة باحترام
يليق بشخصية بالغة الإبهار .. واستمعت إلي ما يقوله عنه ميسرة بشغف وحب شديدين ..
وربما لاحظت صديقتها (نفيسة بنت منية) مدى تعلقها بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه
وسلم، فأخبرت خديجة بأنه الشاب المناسب الجدير بالزواج منها. وفهمت نفيسة أن رأيها
لقي قبولا عند صديقتها واستأذنتها أن تفاتح محمدا في هذه الرغبة، على أن تكفيه
خديجة المال .. وعرض محمد الأمر على عمه أبي طالب الذي سره ما أقدم عليه ابن أخيه
وأمهره عشرين ناقة من ماله .. ويوم الخطبة وقف أبو طالب يلقي خطبة الزواج .. وقال
مما قاله: "الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، ونسل إسماعيل وجعل لنا بيتا
محجوبا وحرما آمنا وبعد: فإن محمدا ـ ابن أخي ـ شاب لا يوزن به فتى من قريش إلا زاد
عليه شرفا وخلقا وعقلا، وأن كان قليل المال فالمال ظل زائل، وله في "خديجة بنت
خويلد" رغبة ولها في مثل ذلك، وقد ساق محمد إليها عشرين ناقة مهرا". وفي رواية أخرى
أنه أمهرها اثنتي عشرة أوقبة ذهبا.. ورد على خطبةأبو طالب ابن عم خديجة ورقة بن
نوفل فقال:
ـ "الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت، وفضلنا على مم عددت فنحن سادة
العرب وقادتها، وأنتم أهل ذلك كله .. لا تنكر العشيرة فضلكم، ولا يرد أحد من الناس
فخركم ولا شرفكم، وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم، فاشهدوا يا معشر قريش بأني
قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم".
وتقول
الروايات أن عمرها عند تزويجها الرسول كان أربعين عاما وكان عمره خمسا وعشرين سنة..
وهكذا بدأ محمد حياته الجديدة .. فقد توافر له المال الذي يتيح له أن يبتعد عن
الانغماس وراء الجري خلفه .. وأصبحت تأملاته وتفكره في ظواهر الحياة يشغل معظم
أوقاته .. أنه يريد أن يستشف ما وراء هذا الكون..
وعندما شرعت مكة في إعادة بناء
الكعبة وكان ذلك قبل البعثة بخمس سنوات .. اختلفوا فيمن يكون له شرف وضع الحجر
الأسود مكانه .. حسم محمد هذا الصراع عندما احتكمت مكة لمن يكون أول من يدخل بيت
الله الحرام .. وكان هذا الشخص الذي ساقته العدالة الإلهية حتى يوقف نزيفا من الدم
ما كان ليتوقف لو اندلعت الحروب بين القبائل .. وكان رأيه أن يوضع الحجر الأسود في
ثوب، وتشترك كل القبائل في حمل جزء من هذا الثوب .. وقام بوضع الحجر الأسود في
مكانه .. وهكذا انتهت هذا الفتنة.
ويقول الرواة أن محمدا في حياته الجديدة، قد
سعد بالاستقرار العائلي .. فخديجة سيدة موفورة العقل .. وعلى جانب كبير من الثراء
.. وكان حبها لمحمد دافعا له أن توفر له ما يمكن أن يسعد الرجل .. ثم رفرفت السعادة
على الدار عندما أنجبت "القاسم" .. وبعد عام وضعت "زينب" .. غير أن القاسم مات بعد
سنة ونصف من عمره..! وصبرت خديجة .. وصبر محمد لفقد القاسم .. غير أن خديجة أرادت
أن تسري عن الرسول فوهبته أحد مواليها (زيد بن حارثة) وكان زيد قد سرقه البعض،
وباعه في سوق عكاظ، واشتراه لخديجة ابن أخيها (حكيم بن حزام) .. وقد شعر هذا الغلام
بحب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. فآثره على الجميع حتى أن أهله عندما
استدلوا عليه رفض العودة إليهم ليعيش عيشة الأحرار، مؤثرا البقاء بجانب محمد بن عبد
الله صلى الله عليه وسلم. وعندما رأى محمد هذا الإخلاص من زيد أشهد الناس أن زيدا
بمثابة ابنه وقال لهم:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:08 am

ـ "يا من حضر من قريش وسائر العرب أشهدكم أن زيدا ابني يرثني وأرثه، وأنه حر أمره
بيده"!
ومن هذه القصة نرى مدى الرحمة والعطف والتكامل في شخصية أعظم من سارت له
على الأرض خطى. وكان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يتردد على غار حراء ..
يطيل التأمل والتفكير .. فما أكثر ما سأل نفسه عن السماء .. وعن الأرض .. وما رواء
كل هذا الكون المنسق البديع .. وما كنه هذه القوة العظمة التي تدبر أمور الكون..!
وشفت روحه حتى أن ما كان يراه في منامه يتحقق في الواقع .. ثم أخذ يرى أشياء غريبة
عندما يخلو إلي نفسه .. فهو يرى نورا أو يسمع صوتا .. ولا يدري لذلك سببا .. حتى
خشي على نفسه أن يكون قد ألم به شيء! أو يكون ذلك وسوسة من الجن، وعندما كان يعرض
ما يراه .. وما يسمعه على زوجته العظيمة تقول له وهي تهدئ من روعه:
ـ "معاذ
الله، ما كان الله ليفعل ذلك بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق
الحديث فلا تقترب منك الشياطين"!
وتمضي الأيام ..
وبينما هو في غار حراء ..
إذ هبط عليه جبريل ليخبره أنه مبعوث الله إلي خلقه .. وأنه خاتم الأنبياء، ثم أخذ
يقرئه أول ما نزل من القرآن الكريم" : اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق.
اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم". ورأى جبريل وهو يرتفع
بعدها إلي السماء.. وعاد محمد صلى الله عليه وسلم إلي منزله خائفا يرتجف .. وعندما
قص على خديجة ما سمعه وما رآه قالت له:
ـ أبشر يا ابن العم واثبت، فوالله أني
لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة. وذهبت خديجة إلي ابن عمها ورقة بن نوفل لتقص عليه ما
قاله لها محمد .. وما كان من ورقة إلا أن صمت قليلا ثم أخذ يقول: قدوس .. قدوس.
والتفت إلي خديجة وقال لها:
ـ لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الملك الأكبر
الذي كان يأتي موسى فقولي له فليثبت ولا يخشى شيئا". وعادت خديجة .. لترى زوجها وقد
تصبب العرق على وجهه بعد أن أفاق من نومه .. فقد جاءه الوحي .. وكانت كلمات
الوحي:
"يا أيها المدثر. قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر، ولا
تمنن تستنكر ولربك فأصبر".
ولم يعد الأمر تخيلات .. أنه واقع جديد .. وأنه نبي
هذه الأمة حقيقة لا شك فيها .. وأنه مبلغ رسالة خالدة خلود الحياة .. وبأن هذه
الرسالة ستغير المسار الإنساني في الكون كله .. وليس في مكة وحدها .. ولم يعد هناك
سوى تبليغ هذه الرسالة .. مهما كانت المصاعب التي سوف يصادفها .. وأن محمدا ليعرف
معرفة اليقين أن الأمر ليس سهلا ولا هينا .. فأناس عاشوا على تقديس ما كان يعبد
الأباء والأجداد من الصعب عليهم أن يصدقوا من جاء يقول لهم اعبدوا الله وحده لا
شريك له .. وذروا عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.. ومحمد يعرف تمام المعرفة أن
هناك من سيحارب الدعوة لا لوضوحها ولا لصدق مبلغها ولكن حقد وكراهية أن يرتفع إنسان
بالنبوة إلي مكانة تسمو على مكانة علية القوم في مكة..!
وهو يعلم تماما أن عقولا
درجت على تقديس قيم وعادات بالية لا يمكن لهم بسهولة أن يستبدلوا بها فكرا جديدا ..
وعقيدة جديدة .. محمد صلى الله عليه وسلم بذكائه الحاد يعرف كل ذلك ويعرف أن الطريق
صعب للغاية .. فيقول لزوجته العظيمة:
ـ "قد انتهى يا خديجة عهد النوم والراحة،
فقد أمرني ربي أن أنذر الناس، وأن أدعوهم إلي عبادة إله واحد .. فمن ذا أدعو ومن ذا
يجيب؟!!". وكانت خديجة أول من آمنت به من النساء .. وعندما سمع ورقة بن نوفل من
الرسول صلى الله عليه وسلم ما رأى من أمور الوحي قال له:
ـ والله الذي نفسي بيده
أنك لنبي هذه الأمة".
ثم قال له:
ـ ليتني أعيش لأنصرك حين يعاديك قومك
ويخرجونك من بلدك!! ويدهش خاتم النبيين وهو يقول له:
ـ أيخرجونني من
مكة؟!
قال له ورقة: ما جاء نبي برسالة من عند ربه مثل ما جئت به إلا عاداه قومه
وأخرجوه من بلده .. ولئن أدركت هذا اليوم لأنصرنك نصرا مبينا!
وتمضي الأيام
..
تعلم قريش بالدعوة .. ولكنها لم تأبه بها في أول الأمر، فقد ظنوا أن الأمر لا
يعدو أن تكون دعوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم مثل الدعوات التي سبقته من
أناس نبذوا عبادة الأصنام .. وعبدوا الله على دين النصارى .. أو تحدثوا في الحكمة
من أمثال قيس بن ساعدة وأمية ابن الصلت وورقة بن نوفل .. ولكن ما كادت تمضي السنوات
الثلاث الأولى من نزول الوحي حتى جاء الأمر الإلهي بأن يجاهر بالدعوة .. وأن يبدأ
بعشيرته الأقربين.
ـ"وأنذر عشيرتك الأقربين، واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين.
فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون"
ودعا محمد عشيرته إلي طعام في منزله .. وبعدها
قال لهم:
ـ ما أعلم إنسانا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به .. فقد جئتكم
بخيري الدنيا والآخرة .. وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه فأيكم يؤاذرني على هذا
الأمر؟
ولكن أهله انصرفوا مستهزئين بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم .. وبعد
ذلك بأيام صعد النبي عليه الصلاة والسلام وجمع أهل مكة يعرض عليهم الإسلام .. فلما
التف حوله الناس وسمعوا من الرسول ما سمعوا صاح به عمه أبو لهب:
ـ تباً لك سائر
هذا اليوم ألهذا جمعتنا؟!
ونزل قوله تعالى: "تبت يدا أبى لهب وتب، ما أغنى عنه
ماله وما كسب. سيصلى نارا ذات لهب".
وبدأ الصراع بين قوى الشرك وبين دعوة الرسول
الخاتم .. وخديجة رضي اله عنها تؤازر النبي بكل ما تملك من طاقة ومال .. وصدق
الرسول العظيم عندما قال لأم المؤمنين خديجة .. وقد تهيأ لنشر نور الله:
ـ
"انقضي يا خديجة عهد النوم والراحة، فقد أمرني جبريل أن أنذر الناس وأن أدعوهم إلي
الله وعبادته، فمن ذا أدعوه؟ ومن ذا يستجيب لي؟ فما كان من خديجة العظيمة إلا أن
ثبتت فؤاده .. ووقفت بجانبه .. لم تتخاذل .. ولم تجد مبررا يبعدها عن مجابهة طغيان
مكة وعبثها مع زوجها العظيم .. أنها تعلم علم اليقين أن محمدا الصادق الأمين ..
الذي لم يعرف عنه أحد من الناس خيانة لعهد، أو عبادة لصنم، أو حنثا في يمين .. لا
يمكن لمثل هذا الإنسان الكامل في شمائله .. الذي لم يكذب على الناس، أن يكذب على
الله.. من هنا فقد كرست حياتها للدفاع، عما يدعو إليه خاتم رسل الله .. وأخذت
الدعوة تشق طريقها عندما أسلم أبو بكر من الرجال وعلى ابن أبي طالب من الأطفال،
وبإسلام أبي بكر دخل الإسلام بعض أصدقائه ممن لهم مكانة في مكة من أمثال عثمان بن
عفان .. وعبد الرحمن بن عوف .. وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي
وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح.. وإذا بمكة تثور ثائرتها.. وإذا بها تعلن حربا لا
هوادة فيها على هذه الدعوة، وتعذب المستضعفين من المسلمين .. وإذا بشهداء يتساقطون
(كياسر) وزوجته سمية .. وبينما يزداد طغيان أهل الكفر وعنادهم دخل في الإسلام
شخصيات جديدة .. وأصبحت الدعوة نورا يبدد ظلمات الجهل والجاهلية .. زاد الطغيان ..
كلما زاد النبي وصحابته تمسكا بالإيمان.. وجن جنون مكة .. وظهر الحسد واضحا في
تصرفات سادتها فبعد أن عرفوا أن ما يدعو إليه محمد يرفع من القيم الإنسانية ..
ويهدي إلي التي هي أقوم .. ولم يعد هناك خلاف حول ما يدعو إليه .. فهو يدعو إلي
الطهر والاستقامة والبعد عن الفحشاء والمنكر .. وهذا ما يتطلبه الإيمان بالله
الواحد الأحد الذي خلق كل هذا الوجود .. لم يعد في استطاعتهم إنكار ما جاء به من
بيان واضح ورؤية واضحة .. فعمى الحقد والحسد قلوبهم .. حتى أن الوليد بن المغيرة
قال: أينزل القرآن على محمد وأترك أنا كبير قريش وسيدها، ويترك أبو مسعود عمروا بن
عمير الثقفي سيد ثقيف ونحن عظيما القريتين وينزل قوله تعالى: "وقالوا لولا نزل هذا
القرآن على رجل من القريتين عظيم، أهم يقسون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في
الحياة الدنيا"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:09 am



.. وقال أبو جهل هو يعبر عما يمتلئ به قلبه من حسد: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف
الشرف .. أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا .. وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا الركب
وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا
نؤمن به أبدا ولا نصدقه؟! ومن هذا الكلام يتضح مدى عداوتهم للدعوة الجديدة بدافع من
الغيرة والحسد، أن يأتي من بني هاشم نبي، فيزدادوا شرفا بهذه النبوة، وتسمو مكانتهم
على مكانتهم!!
شقت الدعوة طريقها رغم الحصار .. والتعذيب .. والسخرية من الداعي
والدعوة .. ويشت مكة تماما من أن تثني محمدا عن عزمه .. وكانت أم المؤمنين خديجة
بجانبه .. ترعى أولاده، وتسهر على راحته .. وكانت قد رزقت منه قبل المبعث بالقاسم
الذين مات صغيرا .. وزينب ورقية وأم كلثوم، وفاطمة، وجاء "عبد الله" بعد المبعث
ومات بعد فترة قصيرة.. وقد تزوجت "زينب" بنت الرسول أبا العاص بن الربيع .. وهو ابن
أخت خديجة .. كما أن "عتبة وعتيبة" ابني أبي لهب كانا قد خطبا ابنتي الرسول الكريم
(رقية وأم كلثوم) وهناك روايات تقول أنهما تزوجا من كريمتي الرسول وأرغمتها أمهما
أم جميل على تطليقهما عندما نادى الرسول بالإسلام .. وهناك من يقول أنهما خطبا
لابني أبي لهب .. وعندما أعلن النبي الدعوة أرغمها أبو لهب على أن يطلقا ابنتي
الرسول .. فتزوجت رقية وكانت شبيهة بأمها من عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد عاشت
رقية مع زوجها، وهاجرت معه إلي الحبشة في هجرته إليها، كما هاجرت معه عندما هاجر
إلي المدينة وقد انتقلت رقية إلي جوار ربها عند عودة المسلمين وانتصارهم في غزوة
بدر.. أما فاطمة صغرى بنات الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فقد ولدت قبل البعثة
بخمس سنوات .. فقد كان والدها العظيم في الخامسة والثلاثين من عمره .. وكانت شبيهة
بوالدها العظيم .. في طريقة كلامها ومشيتها .. وكان والدها يحبها حبا
جما..!
ويروي الرواة .. كيف أن أبا جهل كان قد أمر بعض سفهاء مكة (عقبة بن أبي
معيط) بأن يرمي بعض القاذورات على الرسول وهو يصلي بالكعبة فرمى (بكرشة شاة) على
الرسول وهو ساجد .. وهم يتضاحكون ويتغامزون وجاءت فاطمة لتزيل هذه الأقذار عن
والدها العظيم .. وهي تبكي.. وقد دعا الرسول ربه: "اللهم عليك بأبي جهل بن هشام،
وعتبة بن ربيعة، وشبيبة ابن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف وعقبة بن أبي
معيط .. ويقول ابن مسعود: "والذي بعث محمدا بالحق، لقد رأيت الذين سماهم النبي عليه
الصلاة والسلام .. صرعى يوم بدر".
وكانت حياة النبي مع أسرتة حياة سعيدة .. فهو
سعيد بزوجته .. سعيد بأولاده. راضيا بقضاء الله عندما فقد (عبد الله) .. كما فقد من
قبله القاسم .. وكم ضحت هذه السيدة العظيمة .. أنها وهي السيدة التي تملك المال
والجاه .. تعيش الحصار الظالم الذي فرضته مكة على بني هاشم لمدة سنوات
ثلاث..
وعندما شعرت مكة (بعقدة الذنب) إزاء ما فعلته بالنبي وعشيرته ..وتحللت من
"وثيقتها الظالمة" التي بمقتضاها حاصرت مكة بني هاشم في شعب أبي طالب لا تبيع لهم،
ولا تشتري منهم .. بعد كل هذا الكفاح الطويل شعرت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
بالتعب .. وسرعان ما انتقلت إلي أكرم جوار.. وقد حزن النبي حزنا شديدا لفراقها ..
وقد سمى هذا العام الذي فقد فيه خديجة، وعمه أبا طالب عام الحزن .. وظلت حياة خديجة
عزيزة إلي نفسه، وظلت ذكراها عالقة في ذاكرته طوال حياته .. يهش لأصدقائها عندما
يلقاهن، ويقابلهن بترحاب شديدة، لأنهن كن يذكرنه بخديجة العظيمة.. وكان حب النبي
العظيم لها عظيما لدرجة أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تغار منها حتى بعد
أن انتقلت خديجة إلي جوار ربها..
قالت للرسول يوما عندما جاء ذكر خديجة:
ـ
"هل كانت إلا عجوزا بدلك الله خيرا منها؟"
فقال لها الرسول مغضبا:
ـ "لا
والله .. ما أبدلني الله خيرا منها .. آمنت بي إذ كفر الناس.
وصدقتني إذ كذبني
الناس. وواستني بمالها إذ حرمني الناس. ورزقني الله منه الولد دون غيرها من
النساء".
..هذه هي لمحة من حياة هذه السيدة العظيمة التي تركت كل هذا الأثر في
قلب أعظم من عرفته الحياة .. محمد عليه الصلاة والسلام..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:10 am

مالك بن
أنس

اجتمعت الأسرة الصغيرة ذات مساء. كما تعودت بعد كل صلاة عشاء. تتذاكر
أمور الحياة والدين فيحكي الأب عما صادفه وجه النهار في متجره الصغيرة الذي يبيع
فيه الحرير، وعما عرض له خلاف البيع والشراء من واقعات. ويشرح لأولاده ولأم البنين
ما حفظه عن أبيه عن جده الصحابي من أحاديث وآثار، وتأخذ الأسرة باستيعاب ما يقول.
وفي تلك الليلة ألقى الأب سؤالا في الدين على أفراد أسرته فاحسنوا الإجابة إلا ولده
الأصغر مالكا ..
كان في نحو العاشرة، قد حفظ القرآن وبعض الأحاديث، وامتلأت
آفاقه بنور الكلمات، ولكن عقله لم يكن قد استطاع أن يعي ما فيها .. وكان مالك
لنضارة سنه يحب أن يرتع ويلعب. وغضب أنس على ولده الصغير مالك لأنه أخطأ في الإجابة
على سؤال في الدين، ونهره لأنه مشغول باللعب مع الحمام، وهذا يلهيه عن العلم!. وبكى
الصبي كما لم يبك من قبل، وفزع إلى أحضان أمه يسألها الحماية والنصيحة، ويستعينها
على ما هو فيه.
ونشطت أمه من غدها بعد صلاة الفجر فأدخلته الحمام، وطيبته
وألبسته احسن ثياب وعممته، ودفعت به إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتلقى
العلم، واختارت له حلقة "ربيعة" من بين سبعين حلقة تلتف حول أعمدة المسجد النبوي
يقوم عليها سبعون من أساطين العلم .. "ربيعة" هو حينذاك اكبر فقيه يجتهد رأيه
ليستنبط الحكم عندما لا يجده في نص قطعي الدلالة .. وهو اكثر العلماء دعوة إلى
الاجتهاد والأخذ بالرأي من أجل ذلك سمي ربيعة الرأي.
ويتعود الصبي بعد ذلك طيلة
حياته أن يستحم ويتطيب ويلبس خير ثيابه كلما جلس يتعلم أو ليعلم. ولكم عجب رواد
المسجد لذلك الصبي الأشقر يفوح منه الطيب في عمامة الشيوخ وهو يمسك بلوح يكتب فيه
كل ما يقوله "ربيعة" ويشرب بعينيه وأذنيه مسائل صعبة من اجتهاد ربيعة الذي لم يكن
يروي أحاديث يمكن أن تحفظ، بل يلقي بفتاوى واستنباطات يحتاج فهمها إلى عقل ناضج،
ورأس كبير جدير بالعمامة التي يحملها.
ومنذ ذلك اليوم من أوائل القرن الثاني
للهجرة أخذ مالك نفسه بالمشقة في طلب العلم .. نصحته أمه أن يذهب إلى المسجد
النبوي، فيجلس إلى "ربيعة" ليأخذ من علمه قبل أدبه .. وكان ربيعة مشهورا في المدينة
بفقه الرأي .. ولكن الصبي لم يعكف على ربيعة وحده، فقد بهره ما في الحلقات الأخرى
من فنون المعارف .. فتنقل بين حلقات الفقهاء .. يحفظ القرآن ويصغي إلى تفسيره في
هذه الحلقة أو تلك .. ثم ينتقل إلى حلقات أخرى فيحفظ منها الأحاديث النبوية ويستوعب
تأويل الأحاديث. ويتلقى فتاوى الصحابة من شيخ، والرد على ما يثار من أفكار وآراء في
العقائد من شيخ آخر .. ثم يعود إلى ربيعة أو غيره من الشيوخ الذي يجد لديهم علما
أغزر.
كان يحمل معه حشية تقيه برد المسجد إذا كان الشتاء، وما كان يكتفي بما
يتعلم في المسجد بل يلتمس الشيوخ دروهم يستزيد من علمهم ويصبر على ما في بعضهم من
حدة .. ولقد ينتظر أحد الشيوخ في الطريق ساعات ما يجد فيها شجرة تقيه الهاجرة حتى
إذا رأى الشيخ يعود إلى داره انتظر لحظة ثم قرع عليه بابه. ولقد يملأ أكمامه بالتمر
يهديه لجاريه أحد الفقهاء لتمكنه من الخلوص إلى المعلم المنشود. وكان مالك إذا جلس
ليستمع للأحاديث وهو صبي يحمل معه خيطا فيعقد مع كل حديث عقدة .. حتى إذا كان آخر
النهار، أعاد على نفسه الأحاديث وعد العقد .. فإن وجد نفسه قد نسى شيئا قرع باب شيخ
الذي سمع منه الأحاديث فيحفظ منه ما نسى.
انقطع مالك لطلب العلم، ومات عائله وشب
الفتى وأصبح عليه أن يعول نفسه وزوجته وبنته .. وكانت به تجارة بأربعمائة دينار
ورثها عن أبيه. ولكنه كان مشغولا عنها بطلب العلم فكسدت تجارته، واضطر إلى أن يبيع
خشبا من سقف بيته ليعيش هو وأسرته بثمنه، وكان الجوع يعضه ويعض زوجه وابنته فتصرخ
الطفلة من الجوع طيلة ليلها. فيدير أبوها الرحى ولا يسمع الجيران صراخها .. ولما قد
بلغ أوج شبابه، وجد نفسه عاجزا عن توفير ما يكفي أهل بيته إلا أن يضحي بطلب العلم
..
فانفجرت أولى صرخات اجتهاده وناشد الحاكمين أن يمكنوا أهل العلم اجتهاده
وناشد الحاكمين أن يمكنوا أهل العلم من التفرغ للعلم، وأن يجروا عليهم رواتب تكفل
لهم الحياة الكريمة .. غير أن أحدا لم يلتفت إليه، فقد كانت الدولة الأموية التي
عاش شبابه في ظلها مشغولة بتثبيت أركانها، وبتآلف قلوب شيوخ أهل العلم دون شبابهم.
والتقى به في تلك الفترة طالب علم شاب من أهل مصر هو الليث بن سعد .. كان قد ألف أن
يحج ما بين عام وعام ويزور المدينة ويجلس إلى حلقات الفقهاء في الحرم النبوي، وقد
أعجب كل واحد منهما بذكاء صاحبه ونشأت بينهما علاقة احترام متبادل، ألقى الله في
قلبيهما مودة ورحمة .. ولاحظ الليث بن سعد أن صديقه ـ على الرغم من أناقة ثيابه
ونظافتها، وعلى الرغم من رائحة المسك والطيب التي تسبقه ـ فقير جهد الفقر، وإن كان
ليداري فقره تعففا وإباء!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:11 am

وكان الليث واسع الغنى، فمنح صاحبه مالا كثيرا وأقسم عليه أن يقبله. وعاد الليث إلى
وطنه مصر وظل بها يصل صاحبه مالك بن أنس بالهدايا وبالمال، حتى أصلح الملك حال مالك
ووجد من الخلفاء من يستجيب إلى ندائه المتصل أن تجري الرواتب على أهل العلم. ولقد
سئل مالك عن عدم السعي في طلب الرزق والانقطاع إلى العلم فقال: "لا يبلغ أحد ما
يريد من هذا العلم حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل حال .. ومن طلب هذا الأمر صبر
عليه".
وفي الحق أنه ظل طالب علم بعد أن أصبح فقيها كبيرا يسعى إليه الناس ومن
كل أقطار الأرض وإلى أن توفى سنة 179 هـ وهو في نحو السادسة والثمانين. ولقد ظل
يعلم الناس، عندما جلس للعلم، أن يتحرجوا في الفتيا وفي إبداء آرائهم، فإذا كان
الفقيه غير مثبت مما يقول فعليه في شجاعة أن يعترف بأنه لا يدري. ذلك أن الفتيا لون
من البلاء لأهل العلم. فمن حسب نفسه قد أوتي العلم كله، فهو جاهل حقا .. وشر الناس
مكانا هو من يضع نفسه في مكان ليس أهلا له. وإن رأى الناس غير ذلك، فصاحب العلم
أدرى بنفسه، وللرأي أمانته.
ويحكى أن رجلا جاءه من أقصى الغرب موفدا من أحد
فقهائها، ليسأل مالك ابن أنس عن مسألة .. فقال مالك: "أخبر الذي أرسلك أن لا علم لي
بها، فأخبره الرجل أنه جاء من مسيرة ستة أشهر ليسال عن هذه المسألة. فقال مالك:
"وما أدى وما ابتلينا بهذه المسألة في بلدنا وما سمعنا أحداً من أشياخنا تكلم فيها
ولكن تعود غدا". وظل مالك يفكر في المسألة ويقرأ ما يمكن أن يتصل بها حتى إذا كان
الغد جاءه الرجل فقال له مالك: "سألتني وما أدري ما هي" فقال الرجل "ليس على وجه
الأرض أعلم منك وما جئتك من مسيرة أشهر إلا لذلك" فقال مالك: لا أحسن.
بهذه
الأناة والتحرج كان مالك يعالج الفتيا. ولقد عاش في المدينة المنورة طيلة حياته منذ
ولد فيها نحو سنة 93 هـ إلى أن ثوى تحت ثراها آخر الدهر. لم يبرحها قط إلا لحج أو
عمرة .. كان مالك يجد في المدينة ريح النبوة، ونفحات علوية من أنفاس الرسول حتى
لكأنه يستنشق كل خفقة من أنسام مدينة الرسول جلال الأيام الباهرة الخالية: أيام
النور والوحي والبطولات والفرقان.
ومازال أهل المدينة يصغون كما كانوا يصغون في
زمن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" والصحابة الأوائل .. إنهم ليتوارثون سنته
الشريفة في القول والعمل، الآباء عن الأجداد .. آلافا عن آلاف حتى لقد صح عنده أن
عمل أهل المدينة في عصره سنة مؤكدة، وأنه بالاعتبار عند الفتيا والقضايا من أحاديث
الآحاد ..
إنه لعاشق لمدينة رسول الله كما لم يعشق أحد مدينة من قبل ولا من بعد،
يكاد يحمل لها من التعظيم ما يحمله للرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ولصاحبته. حكى
الشافعي أنه رأى على باب مالك هدايا من خيل خراسانية وبغال مصرية فقال الشافعي "ما
احسن هذه الأفراس والبغال" فقال مالك: "هي لك فخذها جميعا" قال الشافعي: "ألا تبقي
لك منها دابة تركبها؟" قال مالك: "إني لأستحي من الله تعالى أن أطأ تربة فيها رسول
الله صلى الله عليه وسلم بحافر دابة".
وفي الحق أن الحياة في المدينة كانت تناسب
طبيعة مالك .. فقد ظلت المدينة بعيدا عن مضطرب التيارات الفكرية التي تصطحب غيرها
من مدائن المسلمين، فهي تعيش على السنن المتوارثة وتنأى بنفسها عن صراع العقائد،
والجدل الفلسفي، وكلام الباحثين فيما وراء الغيب، وكل ما أنتجته ترجمة الفلسفات
اليونانية والهندية والفارسية، إنها حقا قرية مؤمنة ورب غفور .. ومالك بن أنس رجل
يحب الدعة وينشد السكينة، ويعكف على الدرس المطمئن. وهو يكره الجدل واللجاج والصخب
والمناظرة، والكلام فيما لا ينفع الناس في حياة كل يوم.
وكان يقول لمن سافر لمن
يريدون الجدل في العقائد "تجادلوا .. وكلما جاء رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به
جبريل، وغير الإنسان دينه". وكان مالك لا يحب أن يخوض غمرات الصراع السياسي ..
وكانت المدينة بالقياس إلى غيرها من بلاد المسلمين أكثرهن بعدا عن الثورات والفتن
ومناهضة الحكام. ولقد بلغ نفوره من الجدل حدا جعله يصد عنه هارون الرشيد عندما لقيه
في المدينة وطلب منه أن يناظر أبا يوسف صاحب أبي حنيفة.
فقال مالك مغضبا: "إن
العلم ليس كالتحريش بين البهائم والديكة" كان مالك يعتقد أن الجدال في الدين مفسدة
للدين. وقال: "إن الجدل يبعد المتجادلين عن حقيقة الدين. إن المراء والجدل في الدين
يذهبان بنور العلم من قلب المؤمن "وسئل" "رجل له علم بالسنة ألا يجادل عنها؟" فقال
"يخبر بالسنة فان قبل منه، وإلا سكت."
على أن الأفكار الجديدة اقتحمت على مالك
وأهل المدينة حياتهم، وفرضوا عليهم النظر فيها، فقد كان أصحابها يذهبون إلى الحجاز
للحج والعمرة وللزيارة .. وكان على مالك وأهل العلماء في المدينة أن يناظروا فيما
هو مطروح من أفكار وكلام. وصفات الله. كيف يرى يوم القيامة وخلق القرآن .. والقدر
والجبر والاختيار. وفرضت القضايا نفسها على فقهاء الحجاز .. أما مالك فقال: "الكلام
في الدين أكرهه وأنهى عنه ولم يزل أهل بلدنا (المدينة) يكرهونه وينهون عنه .. نحو
الكلام في القدر والجبر ونحو ذلك ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل. "وما تحته عمل
من الدين هو ما يفيد الناس في الأصول. أما العقائد فقد نهى عن الجدل فيها وقد فسر
مالك كل آية تتحدث عن العداوة والبغضاء التي تقع بين عباد الله، بأنها الخصومات
للجدل في الدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:12 am

وكان الليث واسع الغنى، فمنح صاحبه مالا كثيرا وأقسم عليه أن يقبله. وعاد الليث إلى
وطنه مصر وظل بها يصل صاحبه مالك بن أنس بالهدايا وبالمال، حتى أصلح الملك حال مالك
ووجد من الخلفاء من يستجيب إلى ندائه المتصل أن تجري الرواتب على أهل العلم. ولقد
سئل مالك عن عدم السعي في طلب الرزق والانقطاع إلى العلم فقال: "لا يبلغ أحد ما
يريد من هذا العلم حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل حال .. ومن طلب هذا الأمر صبر
عليه".
وفي الحق أنه ظل طالب علم بعد أن أصبح فقيها كبيرا يسعى إليه الناس ومن
كل أقطار الأرض وإلى أن توفى سنة 179 هـ وهو في نحو السادسة والثمانين. ولقد ظل
يعلم الناس، عندما جلس للعلم، أن يتحرجوا في الفتيا وفي إبداء آرائهم، فإذا كان
الفقيه غير مثبت مما يقول فعليه في شجاعة أن يعترف بأنه لا يدري. ذلك أن الفتيا لون
من البلاء لأهل العلم. فمن حسب نفسه قد أوتي العلم كله، فهو جاهل حقا .. وشر الناس
مكانا هو من يضع نفسه في مكان ليس أهلا له. وإن رأى الناس غير ذلك، فصاحب العلم
أدرى بنفسه، وللرأي أمانته.
ويحكى أن رجلا جاءه من أقصى الغرب موفدا من أحد
فقهائها، ليسأل مالك ابن أنس عن مسألة .. فقال مالك: "أخبر الذي أرسلك أن لا علم لي
بها، فأخبره الرجل أنه جاء من مسيرة ستة أشهر ليسال عن هذه المسألة. فقال مالك:
"وما أدى وما ابتلينا بهذه المسألة في بلدنا وما سمعنا أحداً من أشياخنا تكلم فيها
ولكن تعود غدا". وظل مالك يفكر في المسألة ويقرأ ما يمكن أن يتصل بها حتى إذا كان
الغد جاءه الرجل فقال له مالك: "سألتني وما أدري ما هي" فقال الرجل "ليس على وجه
الأرض أعلم منك وما جئتك من مسيرة أشهر إلا لذلك" فقال مالك: لا أحسن.
بهذه
الأناة والتحرج كان مالك يعالج الفتيا. ولقد عاش في المدينة المنورة طيلة حياته منذ
ولد فيها نحو سنة 93 هـ إلى أن ثوى تحت ثراها آخر الدهر. لم يبرحها قط إلا لحج أو
عمرة .. كان مالك يجد في المدينة ريح النبوة، ونفحات علوية من أنفاس الرسول حتى
لكأنه يستنشق كل خفقة من أنسام مدينة الرسول جلال الأيام الباهرة الخالية: أيام
النور والوحي والبطولات والفرقان.
ومازال أهل المدينة يصغون كما كانوا يصغون في
زمن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" والصحابة الأوائل .. إنهم ليتوارثون سنته
الشريفة في القول والعمل، الآباء عن الأجداد .. آلافا عن آلاف حتى لقد صح عنده أن
عمل أهل المدينة في عصره سنة مؤكدة، وأنه بالاعتبار عند الفتيا والقضايا من أحاديث
الآحاد ..
إنه لعاشق لمدينة رسول الله كما لم يعشق أحد مدينة من قبل ولا من بعد،
يكاد يحمل لها من التعظيم ما يحمله للرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ولصاحبته. حكى
الشافعي أنه رأى على باب مالك هدايا من خيل خراسانية وبغال مصرية فقال الشافعي "ما
احسن هذه الأفراس والبغال" فقال مالك: "هي لك فخذها جميعا" قال الشافعي: "ألا تبقي
لك منها دابة تركبها؟" قال مالك: "إني لأستحي من الله تعالى أن أطأ تربة فيها رسول
الله صلى الله عليه وسلم بحافر دابة".
وفي الحق أن الحياة في المدينة كانت تناسب
طبيعة مالك .. فقد ظلت المدينة بعيدا عن مضطرب التيارات الفكرية التي تصطحب غيرها
من مدائن المسلمين، فهي تعيش على السنن المتوارثة وتنأى بنفسها عن صراع العقائد،
والجدل الفلسفي، وكلام الباحثين فيما وراء الغيب، وكل ما أنتجته ترجمة الفلسفات
اليونانية والهندية والفارسية، إنها حقا قرية مؤمنة ورب غفور .. ومالك بن أنس رجل
يحب الدعة وينشد السكينة، ويعكف على الدرس المطمئن. وهو يكره الجدل واللجاج والصخب
والمناظرة، والكلام فيما لا ينفع الناس في حياة كل يوم.
وكان يقول لمن سافر لمن
يريدون الجدل في العقائد "تجادلوا .. وكلما جاء رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به
جبريل، وغير الإنسان دينه". وكان مالك لا يحب أن يخوض غمرات الصراع السياسي ..
وكانت المدينة بالقياس إلى غيرها من بلاد المسلمين أكثرهن بعدا عن الثورات والفتن
ومناهضة الحكام. ولقد بلغ نفوره من الجدل حدا جعله يصد عنه هارون الرشيد عندما لقيه
في المدينة وطلب منه أن يناظر أبا يوسف صاحب أبي حنيفة.
فقال مالك مغضبا: "إن
العلم ليس كالتحريش بين البهائم والديكة" كان مالك يعتقد أن الجدال في الدين مفسدة
للدين. وقال: "إن الجدل يبعد المتجادلين عن حقيقة الدين. إن المراء والجدل في الدين
يذهبان بنور العلم من قلب المؤمن "وسئل" "رجل له علم بالسنة ألا يجادل عنها؟" فقال
"يخبر بالسنة فان قبل منه، وإلا سكت."
على أن الأفكار الجديدة اقتحمت على مالك
وأهل المدينة حياتهم، وفرضوا عليهم النظر فيها، فقد كان أصحابها يذهبون إلى الحجاز
للحج والعمرة وللزيارة .. وكان على مالك وأهل العلماء في المدينة أن يناظروا فيما
هو مطروح من أفكار وكلام. وصفات الله. كيف يرى يوم القيامة وخلق القرآن .. والقدر
والجبر والاختيار. وفرضت القضايا نفسها على فقهاء الحجاز .. أما مالك فقال: "الكلام
في الدين أكرهه وأنهى عنه ولم يزل أهل بلدنا (المدينة) يكرهونه وينهون عنه .. نحو
الكلام في القدر والجبر ونحو ذلك ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل. "وما تحته عمل
من الدين هو ما يفيد الناس في الأصول. أما العقائد فقد نهى عن الجدل فيها وقد فسر
مالك كل آية تتحدث عن العداوة والبغضاء التي تقع بين عباد الله، بأنها الخصومات
للجدل في الدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:14 am

وكان مالك يتساءل عن جدوى هذه الأفكار المبتدعة عن ذات الله وصفاته والجبر
والاختيار؟ وخلق القرآن؟ وما عساها تحقق من مصالح أو تدفع من مضار؟ إنه لأولى بأهل
العلم أن يشتغلوا بالحكمة .. والحكمة التي جاءت كثيرا في القرآن هي ـ في رأي مالك ـ
في دين الله والعمل به ..
ولقد أطلق مالك على أصحاب الكلام في العقائد والجبر
ونحو ذلك من أصحاب بدع وقال عنهم إنه ما عرف أشد منهم سخفا ولا حمقا .. فما جدوى
الكلام فيما يتكلمون فيه؟ ماذا يحقق جدل كهذا من مصالح للعباد؟ .. إن المعتقدات يجب
ألا تكون موضوع كلام وعلى المسلم العاقل أن يسلم بها تسليما مطلقا، وأن يجعل همه
إلى ما وراء ذلك مما ينفع الناس، ويمكث في الأرض يدفع عنهم الضرر والمفاسد، ويضبط
لهم علاقاتهم وحياتهم ومعاشهم بما يستنبطه من أحكام الشريعة.
فليسأل أهل العلم
أنفسهم ما هو مقصد الشريعة الإسلامية وما هدفها؟ .. وليتقوا الله حق تقاته وهم
يجيبون على هذه المسألة .. أهو في الشريعة الإسلامية يتخاصم الناس ويتمارون حول
القدر وخلق القرآن ورؤية الله والجبر والاختيار؟ .. وبهذا تنصرف العقول عن التفكير
فيما ينفع الناس؟ .. لا بل إن هدف الشريعة هو إقامة العمران في هذا العالم وتحقيق
مصالح العباد في الدنيا والآخرة ..
من أجل ذلك فقد وجب على العلماء والفقهاء أن
يبصروا الناس بما يحقق المصلحة ويقيم عمارة العالم. وبما يدرأ عنهم المفاسد وبما
يضبط أمورهم على أركان ركنية من العدل والتقوى وصلاح الأمور. والأحكام التي تحقق
مقاصد الشريعة منصوص عليها في القرآن والحديث، ويجب التعرف عليها بكل طرائق الفهم
والتفسير، وتدبر ما وضح وما خفي من دلالات النصوص، فإن لم يسعف النص في مواجهة ما
يستجد من أحداث، فلينظر الفقيه في إجماع الصحابة ليستخلص الحكم، ففي إجماع الصحابة
حجة كالسنة المؤكدة، فإن لم يجد الفقيه ما يشفي فلينظر في عمل أهل المدينة لأنهم
تلقوه آلاف عن آلاف عن الرسول صلى الله عليه وصحابته .. فإن كان ما استجد من قضايا
لا حكم قضية سابقة وأورد به نص إن توافرت العلة في القضيتين فان تعارض هذا القياس
مع مصلحة فليفضل الحكم الذي يحقق المصلحة استحسانا له .. فهو الأحسن. وإن لم يسعفه
القياس فلينظر في عرف الناس وعاداتهم إن لم يكن مخالفا لما أحله .. فإن لم يجد
فلينظر أين المصلحة .. وليجعل تحقيق المصلحة هو مناط الحكم.
على أن مالك بن أنس
لم يوفق إلى هذه الأفكار ويدلي برأي إلا بعد أن أصبح صاحب حلقة يدرس فيها. فهاهو ذا
مالك بن أنس تجري به السنون لتعدو الأربعين، وقد يلزم الفقهاء نحو ثلاثين عاما،
فتلقى عنهم الأحاديث النبوية، ومحصها وحقق إسنادها وتدارس معهم ما ينبغي لاستنباط
الأحكام التي تواجه قضايا لم تعرض من قبل، وتعلم منهم الكتاب والحكمة، وتفكر في خلق
السماوات والأرض وأحوال العباد، وتدارس معاملات الناس، فتكون له رأي خاص، واستقل
بنظره في كل أمور الدنيا والآخرة اتبع في بعضه السنة وأفكار السلف الصالح وعمل أهل
المدينة وأعرافها وعاداتها.
واستنبط الأحكام في بعضه الآخر بما يحقق المنفعة
ويدرأ المفسدة. جاء الوقت الذي ينبغي له فيه أن يجلس إلى أحد أعمدة الحرم النبوي،
ويجعل له حلقة خاصة يفتي فيها الناس ويعلمهم ما علم رشدا ويطرح عليهم ما تكون له من
فقه وما استقر عنده من تأويل الأحاديث. وكان مالك قبل أن يجلس ليعلم الناس ويفتيهم،
وقد اختلف مع أستاذه ربيعة، فرأى مالك أن يستقل بحلقة، أقترحها عليه مشايعوه، غير
أنه لم يفعلها من فوره بل طاف على سبعين من أصحاب الحلقات والشيوخ في المسجد
النبوي، يعرض عليهم فقهه، ويستأذنهم في أن يجلس ليعلم الناس.
وأجازه له أساتذته
لم يختلف على إجازته أحد، اختار المكان الذي كان يجلس فيه عمر بن الخطاب ليستروح
منه جلال الأيام الرائعة الماضية، حين كان كل الصحابة يعيشون في المدينة المنورة ..
أمسكهم فيها عمر لا يبرحونها إلا بإذنه، لكي يعلموا الناس، ولكي يستشيرهم إذا احتاج
الأمر، ولكيلا يفتن بهم أهل الأقطار الأخرى من حديثي العهد بالإسلام.
وكان مالك
بن أنس من قبل قد اختار سكنا له دار الصحابي عبد الله بن مسعود، ليخفق منه القلب
بنبضات عصر النبوة .. ذلك العصر المضيء بنور الإيمان والمعرفة والشوق المقدس العظيم
إلى صياغة عالم جديد من الطهارة والإخاء والنبل والعدالة والحرية والسكينة والنعيم
..
لقد أثث مالك بن أنس داره بأجمل أثاث، وزينها بأحسن زينة وملأ أجواءها بعرف
البخور المعطر. ذلك أن الحياة أقبلت عليه .. فنال راتبا كبيرا من بيت المال، ثم
توالت عليه هدايا الخلفاء فقد اقتنع الخلفاء برأيه في أن أهل العلم يجب ألا يشغلوا
عنه بالسعي في طلب الرزق، بل يجب أن يكون لهم نصيب من بيت المال، فينال منه رواتب
منتظمة كبيرة، كما ينال قواد الجيش الذين يقومون على حماية الأمة وسد الثغور ..
فنشر العلم سد للثغور الروحية أمام الجهل، والتوفر على نشر العلم جهاد. وإذن فينبغي
أن يكون لكل من العالم وطالب العلم جزاء المجاهدين كل بقدر ما يكفيه.
إن العلماء
ليحمون أرواح الناس وعقولهم من الضلال، فمن واجب ولي الأمر أن يوفر لهم من المال ما
يكفل لهم الحياة الكريمة والمظهر اللائق الحسن كخير ما ينعم به الولاة والأمراء
وحماة الثغور. على أنه كان يغدق من راتبه ومما يتلقى من هدايا على الفقراء من طلاب
العلم يعطيهم ما تيسر من المال ويطعمهم أشهى طعام .. وكان حفيا بمأكله يختار
الأطايب من كل صنف وكان مولعا بالفاكهة وخاصة الموز ويقول عنه: "لا شيء اكثر شبها
بثمرات أهل الجنة منه، لا تطلبه في شتاء ولا صيف إلا وجدته .. قال تعالى "أكلها
دائم وظلها .. ".
وكان يحض تلاميذه على الاهتمام بحسن التغذية، فالغذاء الجيد
يبني الجسم السليم .. والعقل السليم في الجسم السليم. ومكابدة العلم تحتاج إلى عقول
نشطة تصونها أجساد قوية .. وهكذا عاش منذ بدأ يجلس للإفتاء والتدريس: جسد قوي، عقل
نفاذ .. طعام حسن ومسكن جيد وثياب أنيقة بيضاء من خير ما تنتجه مصر وخرسان
وعدن.
وألف الناس كلما دخلوا المسجد النبوي بعد صلاة الفجر أن يجدوا رجلا مهيبا
طويلا فارعا أشقر، أبيض الوجه، واسع العينين، أشم الأنف، كبير اللحية، مفتول
الشارب، يتخذ مكانه في هدوء، ويتحدث في صوت عميق صادق مستندا إلى عمود ومن حوله
حلقة من تلاميذه، كأن على رؤوسهم الطير. فإذا دخل غريب وألقى السلام لم يرد عليه
أحد إلا همسا .. فإذا سأل ما هذا؟ قيل له في صوت خفيض إنه الإمام مالك بن أنس. فقد
كان يفيض إذا تكلم، وينفذ بصدقه إلى القلوب .. ولم يكن جهير الصوت، فكان تلاميذه
يكادون يمسكون بأنفاسهم لكيلا يفوتهم حرف مما يقول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:15 am

وكان قد خصص أياما لشرح الأحاديث النبوية الشريفة، وأياما للمسائل والفتيا .. فإذا
سأله أحد في أمر لم يقع ولكنه متوقع، قال له: "سل عما يكون ودع ما لا يكون". ذلك
أنه كان يرى أن كثرة الفروض مفسدة، وفيما يقع من الحوادث والقضايا الجديدة ما يكفي
وما يغني عما هو متوقع .. وعندما تقدمت به السن، عقد حلقات الدرس في بيته الواسع ذي
الأثاث الفاخر. ترك مجاملة الناس التي اشتهر بها "وترك حضور الجنازات، فكان يأتي
أصحابها فيعزيهم، ثم ترك ذلك كله، فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد ولا الجمعة" وكان
إذا عوتب في ذلك قال: "ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره".
ذلك أنه لم يفض لأحد
بسر مرضه الذي أقعده عن المسجد والناس إلا فراش الموت وكان مرضه هو سلس البول.
وعندما اشتد عليه المرض بعد أن جاوز الثمانين كره أن يخرج من داره. وكان في بيته
مجلسان في السنوات الثماني الأخيرة من حياته: فقال أحد تلاميذه: "إنه كان عندما
انتقل درسه إلى بيته، إذا أتاه الناس تخرج لهم الجارية فتقول لهم: يقول لكم الشيخ
أتريدون الحديث أم المسائل؟ فإن قالوا المسائل خرج إليهم فأفتاهم، وإن قالوا الحديث
قال لهم اجلسوا، ودخل مغسله فاغتسل وتطيب، ولبس ثيابا جددا، ولبس ساجه (وهي غطاء
للرأس كالتاج) وتعمم، فتلقى له المنصة، فيخرج إليهم وقد لبس وتطيب وعليه الخشوع،
ويوضع عود فلا يزال يبخر حتى يفرغ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكم
كان حريصا على أن ينتقي الأحاديث. وعلى الرغم من كثرة الأحاديث التي حفظها، فلم يكن
يحدث بهن جميعا .. ولقد قيل له إن أحد الفقهاء يحدث بأحاديث ليست عندك فقال مالك لو
أني حدثت بكل ما عندي لكأني إذن لأحمق ثم أضاف: لقد خرجت مني أحاديث لوددت لو أني
ضربت بكل حديث منها سوطا ولم أحدث بها "من أجل ذلك قال عنه تلميذه الشافعي: إذا جاء
الحديث فمالك النجم الثاقب".
وبهذا الحرج في الحديث كان يتحرج في الفتوى .. فلا
يقول هذا حلال وهذا حرام إلا إذا كان هناك نص قطعي الدلالة. وفيما عدا هذا يقول:
أظن ثم يعقب فتواه مستشهدا بالآية الكريمة: "إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين".
ولقد عاتبه بعض تلاميذه على تحرجه في الفتوى، فاستعبر وبكى وهو يقول: إني أخاف أن
يكون لي منها يوم وأي يوم. وقال يوما لأحد تلاميذه ليس في العلم شيء خفيف. أما سمعت
قول الله تعالى: "إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا؟" فالعلم كله ثقيل وخاصة ما يسأل عنه
يوم القيامة".
ولقد عاتبه بعض الناس في عنايته الفائقة بأثاث البيت، وبملبسه
ومأكله فقال: "أما البيت فهو نسب الإنسان. ثم إني لا أحب لامرئ أنعم الله عليه إلا
يرى أثر نعمته وخاصة أهل العلم". كان يرى في البيت أن البيت الجيد راحة للنفس
والبدن، وأن الطعام الجيد يعين على نشاط الذهن، وأن حسن الثياب يكسب المرء ثقة
بالذات وإحساسا بالسعادة.
وهكذا عاش يستمتع بزينة الحياة الدنيا التي أحلها الله
لعباده والطيبات من الرزق، نائيا بنفسه عن السياسة، راغبا عن مصاولة الحكام وإن
كانوا ظالمين حتى لقد أفتى بوجوب الطاعة للحاكم حتى إن كان ظالما. ولا ينبغي الخروج
عليه بالفتنة بل يسعى إلى تغييره بالموعظة الحسنة وبالأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر لأن ظلم ساعة خلال الفتنة شر من جور حاكم ظالم طيلة حياته. والحاكم الظالم
يسلط الله عليه ما هو شر منه والله يرمي ظالما بظالم. وعلى هذا سار أيام الأمويين،
ثم في دولة العباسيين .. يحاول جهده أن يكون على الحياد.
ولكنه على الرغم من كل
شيء لم يعش بمنجاه عن بطش الذين أفتى بوجوب طاعتهم من الحكام مهما يظلمون. لم يهاجم
الأمويين فأصابه منهم خير كثير ثم جاء العباسيون فزادوه من الخيرات .. وأصبح الإمام
مالك رجلا غنيا، يعيش في دعة وسعة ويمنح كل وقته للعلم، ذلك أنه لم يمدح علي بن أبي
طالب ولم يساند حقه في الخلافة .. وكان مدح علي هو ما يغيظ الخلفاء الأمويين
العباسيين. وآثر الحياد، وترك السياسة، وأشفق على نفسه وعلى أهل المدينة بما رأى في
شبابه من مذابح بعد ثورة الخوارج ونهضة الإمام زيد بن علي زين العابدين، على أن
السياسة لم تتركه ولم ينفعه حياد.!.
وهو يشرح في المسجد الحديث الشريف: ليس على
مستنكره يمين .. "ويبين للناس أن من طلق مكرها لا يقع منه طلاق، إذ بأحد أحفاد
الحسن بن علي وهو محمد النفس الذكية، يثور على الخليفة المنصور، لأنه أخذ البيعة
لنفسه قسرا فبايعه الناس مستكرهين. وإذ ببعض الناس في المدينة ينتقض بيعته للمنصور
وينضم لمحمد النفس الزكية إعمالا لهذا الحديث وتطبيقا للسنة. وأرسل والي المدينة
إلى الإمام مالك أن يكف عن الكلام في هذا الحديث، وأن يكتمه عن الناس، لأنه يحرضهم
على الثورة ونقض البيعة.
ولكن الإمام مالك أبى أن يكتم هذا العلم، فكاتم العلم
ملعون وظل يفسر الحديث غير آبه بتهديد والي المدينة، وأطلق الحكم الذي جاء به
الحديث على كل صور الإكراه في المعاملات والحياة. فأمر والي المدينة رجاله فضربوا
مالكا أسواطا، ثم جذبوه جذبا غليظا من يده، وجروه منها فانخلع كتفه .. ثم أعادوه
إلى داره وألزموه الإقامة بها لا يخرج منها حتى للصلاة ولا يلقى فيها
أحداً.
وفزع الناس في المدينة إلى الله يشكو الظالم، وثار سخطهم على الوالي
والخليفة نفسه وغضب الفقهاء والعلماء من كل الأنصار والأقطار. فهاهو ذا عالم يلتزم
الحياد، ينأى بنفسه عن السياسة ودوران دولاتها، ويعكف على العلم ويشرح للناس حديثا
نبويا صحيحا، ويبصرهم بأحكام هذا الحديث فإذا بالدولة بكل قوتها تبطش به، وهو عالم
لا يملك إلا قوة العلم وما يستطيع بعد كتمان هذا العلم؟ ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:17 am

وأخذ الناس يلعنون والي المدينة والخليفة المنصور الذي ولاه ويتهمون الخليفة نفسه.
وقمع المنصور ثورة النفس الزكية، وقتله هو وآل بيته وصحبه وأتباعه شر قتلة ومثل
بأجسادهم .. واستقر له الأمر. فاستقدم الخليفة المنصور مالكا ليسترضيه ولكن مالكا
لم يقم ولم يبرح محبسه في منزله.
فأمر المنصور والي المدينة فأطلق سراح مالك ..
ثم جاء المنصور بنفسه من العراق إلى الحجاز في موسم الحج، واستقبل الإمام مالك بن
أنس. وقال الخليفة معتذرا: "أنا أمرت بالذي كان ولا عملته. أنه لا يزال أهل الحرمين
بخير ما كنت بين أظهرهم، وإني أخالك أمانا لهم من عذاب، ولقد رفع الله بك عنهم سطوة
عظيمة فإنهم أسرع الناس إلى الفتن". ثم أضاف الخليفة أنه استحضر والي المدينة مهانا
وحبسه في ضيق، وأمر بألا يغال في إهانته، وأن ينزل به من العقوبة أضعاف ما نال منها
الإمام مالك ابن أنس. فقال الإمام مالك: "عافى الله أمير المؤمنين وأكرم مثواه فقد
عفوت عنه لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنك".
قال الخليفة المنصور:
"فعفا الله عنك ووصلك" .. ووهبه المنصور مالاً كثيرا وهدايا ثمينة ثم أضاف:
"إن
رابك ريب من عامل (وال) المدينة أو مكة أو عمال (أي ولاة) الحجاز في ذاتك أو ذات
غيرك، أو سوء أو شر بالرعية فاكتب إلي أنزل بهم ما يستحقون". على أن الإمام مالك بن
أنس لم يكتب إلى الخليفة، على الرغم مما سمع وعاين من شر بالرعية في جميع أنحاء
الحجاز، بل اكتفى بتوجيه النصح والموعظة الحسنة إلى هؤلاء الولاة.
على أن
الخليفة المنصور لم يترك الحجاز حتى طلب من الإمام مالك أن يضع كتابا يتضمن أحاديث
الرسول وأقضية الصحابة وأثارهم، ليكون قانون تطبقه الدولة في كل أقطارها بدلا من
ترك الأمر لخلافات المجتهدين والقضاة والفقهاء .. وكان ابن المقفع الكاتب قد أشار
على الخليفة من قبل بإصلاح القضاء وتوحيد القانون في كل أرجاء الدولة ..
قال
المنصور للإمام مالك: "ضع للناس كتابا أحملهم عليه" فحاول مالك أن يعتذر عن المهمة
ولكن المنصور ألح: "ضعه فما أحد اليوم أعلم منك" فقال مالك: "إن الناس تفرقوا في
البلاد فأفتى كل مصر" أي قطر" بما رأى فلأهل المدينة قول، ولأهل العراق قول "فقال
الخليفة المنصور: "أما أهل العراق فلا أقبل منهم، فالعلم علم أهل المدينة" فقال
مالك: "إن أهل العراق لا يرضون علمنا" فقال المنصور: "يضرب عليه عامتهم بالسيف
وتقطع عليه ظهورهم بالسياط".
واقتنع مالك برأي الخليفة، لأنه هو نفسه كان فكر من
قبل، أن يجمع الأحاديث النبوية في كتاب يضم مع الأحاديث أثار الصحابة، ليجتمع
المجتهدون والفقهاء والقضاة على رأي واحد وانقطع الإمام عاكفا على إعداد الكتاب
وأخذ يكتب وينقح ويحذف أضعاف ما يثبت، وينقح ما يثبت وأسمى كتابه
الموطأ.
والموطأ لغة هو المنقح.
ولبث ينقح في الكتاب سنين عددا، وخلال تلك
السنين أخرج منافسوه من علماء المدينة كتبا كثيرة في الأحاديث وأثار الصحابة أسموها
الموطأت، وسبقوه بها .. فقيل لمالك: شغلت نفسك بعمل هذا الكتاب وقد شركك فيه الناس
وعملوا أمثاله. وأخرجوا ما عملوا فقال: "إئتوني بما عملوا .. فاتوا به فلما فرغ من
النظر فيها، قال: "لا يرتفع إلا ما أريد به وجه الله. أما تلك الكتب فكأنما ألقيت
في الآبار وما يسمع بشيء منها يذكر بعد ذلك ..وفي الحق أن شيئا من تلك الكتب لم
يذكر بعد، وكأنما ألقيت في الآبار .. أما كتاب الموطأ فقد أنجزه مالك بعد أن قضى
المنصور وجاء بعده خليفة وخليفة ثم جاء هارون الرشيد فأراد أن يعلق كتاب الموطأ في
الكعبة ولكن الإمام مالك بن أنس أبى.
والإمام مالك بن أنس من أفقه الناس بالحديث
وأثار الصحابة .. والرأي عنده سنة فقد وعى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قوله: أنا أقضي بينكم بالرأي فيما لم ينزل فيه وحي
ونقل الإمام مالك عن الرسول
أنه عليه السلام كان يشاور أصحابه ويأخذ برأيهم .. وحفظ الإمام مالك من آراء الرسول
صلى الله عليه وسلم أنه ذهب إليه رجل ينكر ولده لأن امرأته جاءت به أسود والأب أبيض
والأم بيضاء، فقال له الرسول عليه السلام هل لك إبل؟ قال: نعم قال: فما ألوانها
قال: "حمر" فسأله عما إن كان فيها "رمادي" فقال الرجل: "نعم" فسأله الرسول صلى الله
عليه وسلم من أين؟ فقال لرجل: "لعله نزعه عرق. فقال الرسول عليه السلام وهذا لعله
نزعه عرق"
وعلى مالك هذا الاجتهاد من الرسول، ووعى صورا عربية أخرى من أخذه
بمشورة الصحابة فيما لم ينزل فيه وحي، فاجتهد مالك هو الآخر معتمدا على حسن الفقه
بالقرآن الكريم، وعمق العلم بالناسخ والمنسوخ، ودلالات النصوص ظاهرها وخفيها،
وأسرار الأحكام في القرآن، وحسن معرفة الأحاديث وأثار الصحابة .. وقد عرف كل أثار
الصحابة إلا فقه الإمام علي بن أبي طالب، إذ صادره الأمويين وحجبوه، وطارده
العباسيون .. غير أن ذلك الفقه كان في حدود البيت وشيعتهم، وفي كتب يتداولونها
خفية.
ولقد أتيح للإمام مالك أن يعرف الإمام جعفر الصادق صداقة وتدارساً معا ..
وحمل كل واحد منهما تقديرا عظيما لصاحبه. وفي الحق أن الإمام مالك قد أفاد من صحبة
الإمام جعفر الصادق وأخذ الاعتماد على العقل فيما لم يرد فيه نص غير أنه أسماه
بالاستحسان أو المصلحة المرسلة فقضى بما يحقق مقاصد الشريعة من توفير المصلحة وجلب
النفع ودفع الضرر .. واعتبر المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، ووازن بين المصالح
وأولاها بالرعاية لتكون هي مناط الحكم. وكما أعطى أعمال العقل لفقه الإمام الصادق
ثراء وتجددا، فقد أثرى الفقه المالكي باعتماد المصلحة أساسا للحكم حيث لا نص
..
ويقول الإمام مالك عن علاقته بالإمام جعفر الصادق: "كنت آتى جعفر بن محمد،
وكان كثير المزاح والتبسم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم أخضر وأصفر. ولقد
اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما مصليا وإما صائما وإما يقرأ
القرآن، وما رأيته قط يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على الطهارة ولا
يتكلم فيما لا يعنيه. وكان من العلماء الزهاد العباد الذين يخشون الله. وما رأيته
قط إلا يخرج الوسادة من تحته ويجعلها تحتي".
أفاد الإمام مالك من صحبة الإمام
جعفر وأخذ عنه كثيرا من طرق استنباط الحكم ووجوه الرأي وأخذ عنه بعض الأحكام في
المعاملات، وأخذ الاعتماد على شاهد دون شاهدين، إذا حلف المدعي اليمين كما أخذ من
الإمام الصادق جعفر بن محمد أخذ من أبيه الإمام محمد الباقر بن علي زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب .. لزم مالك مجلس الإمام محمد الباقر وابنه الإمام جعفر
وتعلم منهما على الرغم من أن رأيه في الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لا يرضي
آل البيت وشيعتهم .. فقد فضل عليه أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان
رضي الله عنهم وجعل الإمام عليا كرم الله وجهه ورضى عنه كسائر الصحابة ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:17 am

ولئن أغضب هذا الرأي آل البيت والشيعة جميعا، أنه ليرضي الخلفاء الأمويين الذين
أنكروا حق علي ونازعوه الخلافة واغتصبوها منه، وذبحوا الحسين وآله في كربلاء،
وذبحوا كل من ثار من آل البيت كزيد بن علي بن الحسين .. وهذا الرأي يرضى الخلفاء
الأمويين كما أرضى من بعدهم الخلفاء العباسيين الذين رأوا أن الخلافة تحق لبني
العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ولا تحق لبني علي وفاطمة .. وأغروا أحد الشعراء
بأن يقول إن بني البنات (يعنون فاطمة الزهراء رضي الله عنها) لا يرثون بل يرث
الأعمام (يعنون العباس) أني يكون وليس بكائن لبني البنات وارثة الأعمام وقد كان رأي
مالك بن أنس حريا، بأن يعطف عليه قلوب الخلفاء الأمويين والعباسيين وهذا ما
كان.
غير أن الإمام مالك بن أنس لم ينافق الخلفاء. وإذا كان لم يجهر بالاحتجاج
على مظالمهم، فقد اختار أن يوجه إليهم الموعظة الحسنة كلما اقتضى ـ كما لقيهم في
موسم الحج أو في زيارة الحرم النبوي. وأنكر عليه أحد تلاميذه أنه يتصل بالأمراء
وبالخلفاء لأنهم ظالمون وما ينبغي أن يتصل بهم رجل صالح كالإمام مالك بن أنس .. فرد
مالك: "حق على كل مسلم أو رجل جعل الله في صدره شيئا من العلم والفقه أن يدخل على
ذي سلطان يأمره بالخير وينهاه عن الشر" وربما يستشير السلطان من لا ينبغي فخير أن
يدخل عليه العلماء الصالحون ..
وعندما ألح عليه تلاميذه في إنكار علاقاته
بالخلفاء والأمراء قال: "لولا أني آتيتهم ما رأيت للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه
المدينة سنة معمول بها". وفي الحق أنه كان يعظهم احسن موعظة، الموعظة الحسنة لأولي
الأمر خير من الثورة عليهم واشتعال الفتنة التي لا تصيب الذين ظلموا خاصة فقد تلتهم
الظالمين والضحايا الأبرياء جميعا. كان مالك .. يسر النصيحة إلى ولي الأمر بحيث لا
يحرجه أمام الرعية ويصوغها بحيث تقع موقعا حسنا. رأى أحدهم يذهب إلى الحج في موكب
فخيم وسرف الترف باد عليه فقال له: كان عمر بن الخطاب على فضله ينفخ النار تحت
القدر حتى يخرج الدخان من لحيته وقد رضى الناس منك بدون هذا.
وقال لآخر: "افتقد
أمور الرعية، فإنك مسئول عنهم، فإن عمر بن الخطاب قال والذي نفسي بيده لو هلك جمل
بشاطئ الفرات ضياعا لظننت أن الله يسألني عنه يوم القيامة". وكتب خليفة آخر: "أحذر
يوما لا ينجيك فيه إلا عملك وليكن لك أسوة بمن قد مضى من سلفك "وعليك بتقوى
الله".
وكان أحد الولاة يزور الإمام مالك بن أنس في بيته، ويسأله النصيحة ..
فأثنى على الوالي بعض الحاضرين، فغضب مالك، وكان بعيد الغضب، وصاح في الوالي ـ
وقلما كان يصيح ـ: "إياك أن يغرك هؤلاء بثنائهم عليك، فإن من أثنى عليك وقال فيك من
الخير ما ليس فيك، أوشك أن يقول فيك، من الشر ما ليس فيك .. إنك أنت أعرف بنفسك
منهم ..
ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احثوا التراب في وجوه
المداحين"
وكان عليه الصلاة والسلام يعظ صاحبته أن كثرة المدح تضيع
الممدوح.
وعندما بلغ مالك من الكبر عتيا كانت شهرته طبقت الآفاق حقا، وكان يلزم
بيته في السنوات الأخيرة لا يخرج إلا نادراً واضطر إلى أن يتخذ له حاجبا ينظم دخول
الناس كما يصنع الخلفاء، وقد اتخذ له بيتا آخر واسعا غير دار بن مسعود فيه عدد من
الجواري الحسان والخدم. وكان يحرجه أن يرفض استقبال أحد، وله أصدقاء كثير. واستخلص
العبرة من كل حياته الماضية وأفضى بنصيحة إلى أحد تلاميذه ليبثها في الناس من
بعده:
"إياكم ورق الأحرار"
سأله تلميذه: "وما رق الأحرار؟" قال الإمام مالك
"كثرة الأخوان .. فإن كنت قاضيا ظلمت أو اتهمت بالظلم، وإن كنت عالما ضاع وقتك".
وكان مالك يشكو كثرة الأصدقاء، إذ لا حيلة له معهم، فلا هو يستطيع أن يردهم عنه،
ولا هم يتركونه يعمل أو يعتكف في داره للعلم كما ينبغي له ..
ومهاما يكن من أمر
فقد أغنى مالك الفقه الإسلامي برأيه في المصلحة وجعلها مناط الأحكام وأساسه فيما لم
يرد فيه نص ملزم بالإباحة أو المنع، وفي أخذه بالذرائع فما يؤدي إلى الحلال حلال،
وما يؤدي إلى الحرام حرا .. فأنت حر في ملكك ولكنك في حريتك يجب ألا تضر غيرك فإذا
حفرت بئرا خلف بابك تؤدي إلى سقوط الداخل إليك وهلاكه فهذا حرام .. لأن حفر البئر
ذريعة لإهلاك الغير فهو ممتنع .. والبيع بأقساط ترفع الثمن الأصلي الذي تدفعه معجلا
ذريعة إلى الربا فهو حرام ويجب على ولي الأمر منعه .. فالأقساط يجب أن تكون ذريعة
للتيسير على المشتري لا ذريعة لقهرة على اقتراف الربا، وحمله على دفع ثمن
اكبر.
وبهذا النظر حرام الاحتكار لأنه يحقق مصلحة لفرد أو لأفراد قلائل ويجلب
الضرر على الآخرين .. فالمحتكر يغالي في السعر كيفما شاء، وعامة الناس مضطرون إلى
قبول ما يفرضه وفي هذا ضرر بهم كبير والمحتكر ملعون، بنص الحديث الشريف. وقد أخذ
الإمام مالك في فتاواه وآرائه بالقرآن والسنة والإجماع وعمل أهل المدينة ورعاية
المصالح، أفتى بأمور كثيرة خالفه فيها بعض العلماء والفقهاء والمجتهدين.
فقد
أفتى مالك بحق الزوجة في الطلاق إذا لم ينفق عليها زوجها، أو إذا ظهر لها عيب فيه
لم تكن تعرفه وقت العقد .. عيب أي عيب جسديا كان أو خلقيا .. وأفتى أن ديون الله ـ
كالزكاة ونحوها وما يمكن أن نسميه بالضرائب في أيامنا هذه ـ لا تؤخذ من التركة إلا
إذا اعترف المورث بها قبل وفاته .. وحتى إذا ثبتت هذه الديون بأي طريق آخر من طرق
الإثبات، فديون العباد مقدمة عليها .. لأن العباد "والأفراد" يضارون بعدم دفع
ديونهم اكثر من الدولة .. أما عن ديون الله كالزكاة فالله غفور رحيم.
وأفتى بأن
الحمل قد يستمر في بطن أمه ثلاث سنوات. ولقد سخر منه بعض خصومه وزعموا أنه يشجع على
الفساد نساء غير صالحات من المطلقات أو ممن يغيب أو يموت عنهن الأزواج. وأفتى بأن
من يبني جدارا في ملكه ليمنع الشمس والهواء عن جاره، معتد آثم يجب هدم جداره، وإن
زعم أنه يقصد حماية أهل بيته من أعين الجيران.
وأفتى بعدم جواز صيام ستة من شوال
(وهي ما نسميه بستة الأيام البيض). ورفض الاعتراف بالحديث الخاص بهذا الصيام وأنكره
.. وصيام ستة أيام من شوال. يؤدي إلى زيادة رمضان. وهذا الامتناع عن صيام ستة من
شوال هو ما يعمل به أهل المدينة .. سنة عن الرسول أخذها آلاف عن آلاف أولى بالاتباع
من حديث نقله آحاد عن آحاد وأفتى مالك بوجوب وضع ضوابط لحق الرجل في الطلاق وفي
الزواج بأكثر من واحدة بحيث لا تضار الزوجة أو الأولاد، وبحيث تكون مصلحة الأسرة هي
العلة والأساس والأجدر بالرعاية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:18 am



وأفتى مالك بأن الأعراف والعادات يجب احترامها في استنباط الأحكام ما لم تتعارض مع
نص صريح قطعي الدلالة. وأفتى بأن المحظور يجوز أن يقترف لأن فيه دفعا لمضرة اكبر ..
أنه ليرى الشريعة مبنية على جلب المنافع والبعد عما يكون طريقا إلى المفاسد .. فكل
وسيلة من وسائل العمل يجب أن ينظر إلى نتائجها فإن كانت النتيجة مصلحة فالعمل مباح
وإن كانت فسادا وجب منع هذا العمل.
ولقد ذاع فقه مالك في كل الأمصار والأقطار،
وكان في هذا الفقه ما يحمل له عناصر التجديد كالأخذ بمراعاة تحقيق المصلحة إن لم
يوجد نص يبيح أو يمنع، وهو نظر أخذه من فقه الإمام جعفر الصادق بإعماله العقل في
استنباط الحكم حيث لا يكون نص، وحكم العقل يقضي بالبحث عما يجلب المنفعة ويبعد
الضرر. تحقيقا لمقاصد الشريعة.
وقد نما فقه مالك واتبعه وأغناه كثير من المفكرين
والمجتهدين والفقهاء من بعده منهم فليسوف الأندلس ابن رشد .. غير أن بعض معاصري
مالك عارضوه معارضة عنيفة وخالفه ونقده بعض أصحابه منهم الليث بن سعد فقيه مصر،
وتلميذه الشافعي .. ولقد أرسل إليه صاحبه الليث بن سعد رسالة طويلة ذكره فيها بأن
عمل المدينة لم يعد سنة بعد ولا يمكن اتباعه بعد عصر الرسول والخلفاء الراشدين
فالصحابة خرجوا من المدينة بعد مقتل عمر، وتفرقوا في الأمصار، وبثوا فيها
فقههم.
لقد كان أوائل أهل المدينة في زمن الرسول عليه السلام هم خير الأوائل ما
أو أخرهم في زمن مالك، فلم يعودوا كذلك بعد .. ولو ينس الإمام الليث بن سعد فقيه
مصر أن يسأل صاحبه الإمام مالك بن أنس إن كان في حاجة إلى مال! ومهما يكن من أمر
الخلاف بين مالك وتلاميذه، فقد عاش مذهب الإمام مالك وتجدد حتى لقد أخذت قوانين
الأحوال الشخصية في مصر منذ مطلع هذا القرن الميلادي حتى القوانين الأخيرة 1979
ميلادية من هذا المذهب. على أن الذين خالفوا الإمام مالك بن أنس من صحبه وتلاميذه
كانوا يحملون له كل الإجلال والتقدير والاحترام ..
قال عنه تلميذه الشافعي: إذ
ذكر الحديث فمالك هو النجم الثاقب. أما صاحبه الليث بن سعد الذي صاحبه عمرا طويلا،
وراسله، ووصله بالمال والهدايا، واختلف معه آخر الأمر، فقد قال عنه أثناء الخلاف
وعلى الرغم من الخلاف "مالك وعاء العلم".


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:19 am

أم سلمة

هي هند بنت أبي أمية.
واسم أبيها: سهيل بن زاد الركب .. وأطلق
عليه زاد الركب لأنه كان إنسانا كريما يتكفل بزاد من يسافر معه في رحلة من الرحلات،
فقد كان يكفي جميع من معه الزاد.
وقد تزوجت عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ..
وكان من السابقين إلى الإسلام، وعندما آخذت مكة تبطش بالذين يدينون بالإسلام هاجر
مع زوجته هند إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة بعد فترة من الزمن على أمل أن تكون قبضة
مكة على المسلمين قد خفت حدتها ..
وبعد بيعة العقبة سمح الرسول عليه الصلاة
والسلام لأصحابها بالهجرة إلى يثرب .. وهاجر بعض المسلمين والمسلمات سرا إليها،
وعندما علمت مكة بذلك قررت منع من يهاجر خوفا من اشتداد ساعد المسلمين في يثرب ..
وهذا ما يعرض أمنهم للخطر. وعندما حاولت أم سلمة وزوجها الهجرة إلى يثرب، اعترض
طريقهما أهل زوجها وأهلها ..
حاول أهل الزوج منعه ولكنه أصر على الهجرة وهاجر ..
بينما استطاع أهلها أن يحولوا بينها وبين الهجرة .. وعندما علم أهل الزوج بذلك
تنازعا ابنهما (سلمة) .. وأخذ كل منهما يشد ذراعه حتى انخلع ذراعه!
وهكذا أصبحت
أم سلمة أسيرة عائلتها في مكة .. وأصبح ابنها أسير عائلة أبيه!
وتاقت هي لزوجها
المهاجر .. وأن تعيش في بيته بعيدة عن صلف أهل الشرك في مكة .. فكانت تخرج كل يوم
تتلمس أخبار زوجها وابنها .. حتى رق لها قلب أحد أقاربها، وأقنع أهلها أن يتركوها
لتلحق بزوجها .. واقتنعوا وقررت الهجرة بعد أن أخذت ابنها الذي ردوه إليها.
كانت
فرحة الأم عارمة وهي تأخذ وليدا على راحلتها ميممين وجوههم نحو يثرب، غير آبهة بطول
الطريق، ولا منتظرة قافلة تسير معها يكون طريقها يثرب!
وعندما غادرت مكة شاهدها
(عثمان بن طلحة) وكان لا يزال على الشرك وسألها عن وجهة نظرها، فأخبرته أنها تريد
اللحاق بزوجها .. وأدهشه أن تسافر وحدها. فأخذته الشهامة أن يقود بعيرها، وأن
يرافقها حتى تصل إلى يثرب.!
لم يرفع إليها عينه طوال الطريق، وشهدت له أم سلمة
بحيائه وشجاعته وإيثاره للخير .. وعندما لاحت له قباء تركها وعاد إلى مكة. وفي
المدينة اجتمع شمل الأسرة. وفي هذا المجتمع الجديد شعرت بالأمن والأمان، وسكينة
النفس تحت ظلال الإسلام.
وتمضي الأيام .. ويحقق المسلمون انتصارا مذهلا في "بدر"
ثم تمضي الأيام ويحاول أهل مكة الانتقام لقتلاهم، وكانت معركة "أحد".
وفي هذه
المعركة خرج زوجها مجاهدا في سبيل الله، وأصابه سهم كان سببا في استشهاده بعد ذلك
بشهور. وعندما حضرته الوفاة دعا لها قائلا:
ـ اللهم ارزق أم سلمة بعدي خيرا مني
.. لا يخلها ولا يؤذيها. وفكرت أم سلمة كثيرا في هذا الدعاء.
من هذا الذي يكون
خيرا من زوجها الذي هاجر الهجرتين، ومات شهيدا. ومرت الأيام .. وبعد العدة خطبها
أبو بكر فردته .. وخطبها عمر بن الخطاب فردته أيضا.
بعد ذلك أرسل لها الرسول
عليه الصلاة والسلام رسولا طالبا الزواج منها فقالت لمن بعثه الرسول:
ـ أخبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم أني امرأة غيري، وأني مصبية (عندها صبية)، وأنه ليس
لي أحد من أوليائي مشاهدة، وأني عجوز قد كبرت سني.
وبعد رسول الله صلى الله عليه
وسلم من يقول لها:
ـ :أما قولك أني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك، وأما قولك إنك
غيري فسأدعو الله أن يذهب غيرتك، أما الأولياء فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا
سيرضى، وأنا اكبر منك سنا".
فقالت لولدها عمر:
ـ قم يا عمر فزوج رسول الله
صلى الله عليه وسلم .. وأصبحت أم سلمة أما من أمهات المؤمنين.
وكانت بها بقية من
جمال، حتى أن عائشة غارت منها وقالت:
ـ "لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا من جمالها، فتلطفت لها حتى رأيتها وهي لا
تعرفني فرأيت أضعاف ما وصف لي من الحسن والجمال فرجعت من عندها تأكلني الغيرة
منها".
وقلت لحفصة عما رأيت.
فقالت لي: أن هذا من الغيرة يا عائشة .. نظرت
إليها وأنت تغارين منها.
قلت لها: فاذهبي أنت إليها.
فذهبت (حفصة) متخفية كما
فعلت ورجعت تقول:
ـ أنها جميلة ولكن ليس كما تقولين يا عائشة، فإن الكبر يظهر
عليها. لقد ذهب معظم شبابها مع الأيام وبقيت منه بقية لا تصبر على الزمن
طويلا".
ففرجت علي ما كانت تضيق به نفسي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:20 am

ـ فقلت اذهب إليها مرة أخرى لأتحقق من قول حفصة فرأيتها كما وصفتها فحمدت الله أنها
لم تكن شابة تنازعني حب رسول الله وحبه لي".
ومن هذه الرواية يتضح مدى غيرة
عائشة رضي الله عنها من أم سلمة .. على بقية من جمال جليل لم تأخذه
الأيام.
وتمضي الأيام وتحدثنا كتب السيرة أن نساء النبي وقد علمن بما أفاء الله
على رسوله والمسلمين من النعم والخيرات بعد جلاء اليهود عن المدينة فطمعن أن يعشن
حياة مرفهة، ويلبسن ملابس اجمل، ويصبح لهن مثل النساء الأخريات من الذهب والفضة،
ويتركن حياة الزهد والتقشف التي يعيشها الرسول، ولكن الرسول رفض مطالبهن، وقرر
اعتزالهن جميعا .. حتى شاع بين المسلمين أنه طلقهن.
وحزن أبو بكر الصديق .. وحزن
عمر بن الخطاب .. عندما تناهى إلى سمعهما أن نساء النبي اعتزلهن رسول الله عليه
الصلاة والسلام في "مشربة" وقام على خدمته خادمة رباح.
وتوجه عمر بن الخطاب إلى
أم سلمة يسألها عما فعلته بالرسول وكانت تمت إليه بصلة القرابة .. ولكن أم سلمة
استنكرت على عمر أن يتدخل في أمور بيت الرسول، حتى لو كانت ابنته حفصة من أزواج
الرسول.
قالت لعمر بن الخطاب:
ـ "عجبا لك يا عمر .. مالك ولهذا وقد دخلت في
كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين النبي وأزواجه".
واعتذر لها عمر ..
وبقى حزينا
لما حدث في بيت النبوة .. وتوجه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وعندما سمح له
الرسول بالدخول، هال عمر بن الخطاب حياة النبي عليه الصلاة والسلام المتقشفة .. حتى
أنه بكى عندما رأى أن الحجرة ليس بها إلا الحصير الذي أثر في جنب الرسول .. وسأله
الرسول عما يبكيه قال عمر: ما أراه بك يا رسول الله، أنك أحب العباد إلى الله،
وتعيش هكذا على حصيرة أثرت في جنبك وتأكل الماء والشعير!
وقال له أعظم رسل
الله:
ـ يا بن الخطاب كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، لقد خيرت بين أن
أكون نبيا ملكا مثل سليمان وداود عليهما السلام، وبين أن أكون نبيا عبدا فاخترت أن
أكون نبيا عبدا".
وأخذ عمر يحدث الرسول حتى سرى عنه، وعلم أن النبي يعتزل زوجاته
لمطالبهن، ورغبتهن في زخرف الحياة الدنيا وأنه لم يطلقهن وسعد بن الخطاب. وفي هذه
الحادثة نزل قوله تعالى:
{يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا
وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا "28" وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار
الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً "29"} (سورة الأحزاب)
وبعد
انتهاء الشهر، خير الرسول نساءه بين الحياة معه كما يعيش، أو أن يسرحهن سراحا جميلا
.. بدأ الرسول بعائشة قائلا:
ـ " يا عائشة أني أريد أن أعرض عليك أمرا، أحب ألا
تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك .. وتلا عليها ما نزل من القرآن الكريم ..
قالت
عائشة رضي الله عنها: أفيك استشير أبوي يا رسول الله بل اختار الله ورسوله والدار
الآخرة".
و .. فعلت كل أمهات المؤمنين ما فعلت عائشة .. ورضين أن يعشن في كنف
الرسول مؤثرات الله والدار الآخرة.
.. عاشت أم المؤمنين أم سلمة في بيت النبوة
كريمة معززة .. وروت أحاديث عنه .. وعندما وافاها الأجل المحتوم كانت قد جاوزت
الثمانين من عمرها .. فقد ماتت عام 61 هجرية ودفنت بالبقيع.
أم حبيبة .. بنت أبي
سفيان
عاشت رملة بنت أبي سفيان في بيت أبيها صاحب المكانة الرفيعة في مكة ..
وأحد كبار زعمائها .. وهي ترى احترام الناس لها لأنها سليلة هذا البيت العريق من
بيوتات مكة .. فهي ابنة شيخ بني أمية أبي سفيان ابن حرب.
وتزوجت رملة من عبيد
الله بن جحش الأسدي (ابن عمة الرسول) ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد نزل عليه
الوحي.
وتمضي الأيام .. وتدوي في مجتمع مكة الأخبار حول محمد وما ينادي به من
دين جديد .. وانقلب المجتمع كله رأسا على عقب، ولم يعد هناك حديث إلا عن هذه الدعوة
الجديدة، وما سوف يترتب عليها من تغيير الناس لمعتقدات الآباء والأجداد، وما سوف
تحدثه من تغيرات في المجتمع .. ونظرة الناس بعضهم إلي بعض .. وسخرية من عبادة الناس
لحجارة صماء لا تنفع ولا تضر .. وكان أن آمن بهذه الدعوة عبيد الله وآمنت معه زوجته
رملة بنت أبي سفيان.
ولم تطق مكة أن ترى من أبنائها من يدخل الدين الجديد، فزادت
في عذاب المستضعفين منهم، وتربصت بأصحاب المكانة .. فقرر البعض الهجرة إلي الحبشة،
وكان منهم عبيد الله وزوجته رملة. وفي هذه الأرض الغريبة كان إيمانها العميق بربها
دافعا إلي أن تصبر وتتجه بكل كيانها إلي ربها أن يعينها في حياتها على أرض غريبة،
وبين أناس تختلف تقاليدهم وعاداتهم عما ألفته في مجتمع مكة.
وكان عزاؤها أن ملك
الحبشة "النجاشي" متعاطف مع المسلمين .. أكرم وفادتهم .. وأنزلهم منزلا كريما،
لأنهم يؤمنون بالله كما يؤمن هو كمسيحي بالله .. وأنهم لا يعبدون حجارة .. وكان هو
يأنف من إنسان يسجد لما صنعته يداه.
وكان من الممكن أن تعيش حياتها في الغربة
كما يعيش أي مهاجر أرض غريبة، محتسبة عند ربها هذه الغربة إلا أنها ذات يوم قامت من
نومها فزعة، فقد رأت زوجها في صورة قبيحة!! وتحيرت وهي تحاول تفسير هذه الرؤيا
العجيبة، ولكن سرعان ما فهمت تأويل رؤياها عندما عرفت أن زوجها ارتد عن الإسلام
وتنصر .. استهوته الخمر والحياة على هواه وكان يحز في نفسها أنها أنجبت منه (حبيبة)
.. التي أصبحت تكني (بأم حبيبة)..
زادت أحزانهما في الغربة. فأبوها (أبو سفيان
بن حرب) واحد من أشد الناس كراهية لمحمد وما جاء به من الحق .. وكأنه وهب عمره
للقضاء على الدعوة وصاحب الدعوة .. وهو لا يقل عداء للدعوة عن أبي جهل. وزوجها هو
الآخر قد باع دينه بدنيا فانية.
وهي وحيدة مع طفلتها التي ولدت على أرض غريبة ..
ما أعظم أحزان هذه السيدة الجليلة. وإسلامها يأبى عليها أن تعود إلي أبيها في مكة
.. وردة زوجها أصابتها بخنجر في الصميم .. من أعماق .. أعماق نفسها..!
لقد بعثت
مكة "بعمرو بن العاص رسولا من قبلها إلي النجاشي يؤلبه بما أوتي من مكر ودهاء على
المسلمين .. وهناك على تلك الأرض الغريبة صمد المسلمون لهذه المحنة .. وأخذ جعفر بن
أبي طالب .. أحد مهاجري مكة في الحبشة .. يرد على عمرو بن العاص أمام النجاشي ..
ليكشف أمره .. وكان صورة مشرفة للمسلم الواعي المحافظ على دينه وشرف عقيدته .. ونبل
الرسالة التي يؤمن بها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:21 am

قال جعفر للنجاشي وهو يشرح له الدين الذي من أجله هاجروا إلي بلاده تحسبا من بطش
كفار مكة وجبروتهم.
ـ أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام ونأكل
الميتة .. ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسئ الجوار ويظلم القوي منا الضعيف، فكنا
على ذلك حتى بعث الله رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفته، فدعانا إلي عبادة
إله واحد، وأن نخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من أحجار وأصنام، وأمرنا بصدق الحديث
وأداء الأمانة، وصلة الرحم وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن
الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم .. وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فآمنا به،
واتبعناه فيما جاء به، فعدا علينا قومنا .. فعذبونا ليردونا عن ديننا إلي عبادتهم،
فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلي بلادك،
واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك ورجونا ألا نظلم عندك".
وتأمل النجاشي
فيما يسمع وطلب من جعفر أن يقرأ عليه شيئا من القرآن الكريم فقرأ له:
{قالوا
تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا
أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا
تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون "151" ولا تقربوا
مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف
نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به
لعلكم تذكرون "152" وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن
سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون "153" } (سورة الأنعام)
وصمت النجاشي وهو متمعن
فيما يقول جعفر وقال:
ـ أن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة وقال
لابن العاص وزميله عبد الله بن أبي ربيعة:
ـ انطلقا إلي قومكما، فوالله لا
أسلمهم لكما أبداً".
ولكن عمرو بن العاص وصاحبه لا يريدان أن يستسلما للهزيمة
فحاولا أن يكيدا للمسلمين، وأن يوقعا بين النجاشي وبين من حولا ضيوفا عليه.
فسأل
النجاشي: ماذا يقولون في عيسى؟
ـ ورد جعفر نقول فيه ما قال الله بشأنه .. وتلا
قوله تعالى:
{ وأذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقيا "16"
فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً "17" قالت إني
أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً "18" قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً
"19" قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً "20" قال كذلك قال ربك هو
على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً "21" فحملته فانتبذت به
مكاناً قصياً "22" فأجاءها المخاض إلي جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت
نسياً منسياً "23" فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً "24" وهزي
إليك بجذع النخلة تساقط علك رطباً جنياً "25" فكلي وقري عيناً فإما ترين من البشر
أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم أنسياً "26" } (سورة
مريم)
وما كاد النجاشي يسمع هذه الكلمات من القرآن الكريم حتى قال:
ـ والله
ما عدا عيسى بن مريم مما قلت هذا القول.
وترك النجاشي للمسلمين حرية العبادة،
ورفض دسيسة عمرو بن العاص.
وعلم خاتم النبيين بما جرى لأم حبيبة .. وصمودها
وتمسكها بإيمانها في أرض الغربة .. فلم يشأ أن تعيش مع حزنها وألمها .. وغربتها
وهجران زوجها وكفره بعد إيمانه.
وقرر أن تكون زوجة له. وتكون أما من أمهات
المؤمنين تكريما لشجاعتها وموقفها العظيم .. وأرسل للنجاشي يوكله عنه في عقد
الزواج. وقد رأت أم حبيبة في منامها من يقول لها "أنت أم المؤمنين".
وفرحت لهذه
الرؤيا .. إلي أن طرقت بابها ذات يوم جارية حبشية جاءتها من قبل النجاشي وكانت
اسمها "أبرهة" .. جاءتها لتخربها أن نبي الإسلام بعث لها رسولا يريد الزواج منها ..
وأن النجاشي يسألها عمن توكله عنها في عقد الزواج .. فاختارت خالد بن سعيد وطلب
النجاشي من جعفر أن يعقد القرآن .. وقد أهداها النجاشي أربعمائة دينار وأعطاها
خالدا وقال له:
ـ هذا صداقها هدية مني لنبي العرب.
وقد أهداها النجاشي بعض
الهدايا.
ميمونة بنت الحارث
في أول ذي القعدة من السنة السابعة خرج الرسول
صلى الله عليه وسلم لعمرة القضاء، وكان عدد المسلمين يزيد على الألفين .. وكانت هذه
العمرة بدل العمرة التي خرج الرسول لتأديتها وأبنت مكة إلا أن يعود في العام الذي
يليه بمقتضى صلح الحديبية.
ودخل المسلمون مكة وهم يظهرون قوتهم للمشركين، وقد
هال سكان مكة أن يروا المسلمين بكل هذه القوة وهم يهللون ويكبرون عند دخولهم بيت
الله الحرام .. حتى أن كثيرا منهم غادرها حتى لا يروا المسلمين يعودون إلي أم القرى
رغما عن أنوفهم ويطوفون بالبيت العتيق.
ارتفعت أصوات المسلمين .. وقد وعوا كلمة
الرسول لهم:
ـ "رحمن الله امرأ أراهم اليوم قوة من نفسه".
وعندما لاح
للمسلمين أول بيت وضع للناس قالوا بصوت يرج مكة كلها:
ـ "لا إله إلا الله وحده،
صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده".
وبعد أن أتم الرسول مناسك
العمرة .. ظل إلي جوار الكعبة حتى صلاة الظهر .. وهناك أمر بلال أن يقوم بالآذان من
فوق الكعبة .. وقد اغتاظ المشركون لما رأوا من قوة المسلمين وبأسهم .. فهؤلاء الذي
خرجوا مهاجرين من سنوات يعودون إليها اليوم بعد أن حققوا العديد من الانتصارات على
مشركي مكة .. وعلى اليهود .. وأصبحوا أصحاب قوة ونفوذ .. فقد بدل الله خوفهم أمنا.
وضعفهم قوة .. وهاهم اليوم يعودون إلي البلد الذي طردهم لا يخافون أحدا .. ولا
يهابون أحدا إلا الله سبحانه وتعالى، وكان للمسلمين الحق في الإقامة في مكة ثلاثة
أيام على حسب اتفاق صلح الحديبية.
وفي هذه الأثناء خطب النبي ميمونة بنت الحارث
الهلالية، وهي أخت (أما الفضل) زوجة العباس بن عبد المطلب .. وكان قد مات عنها
زوجها..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:22 am



وأراد الرسول الكريم أن يعرس بها في مكة، وأن يقيم مأدبة يدعو فيها أهل مكة لعل
قلوبهم تلين، ويبتعدوا عن صلفهم وعدائهم للنبي والإسلام بلا مبرر إلا الحقد ودواعي
الجاهلية، ولكنهم أصموا آذانهم، ورفضوا أن يقيم المسلمون مدة أكثر من المدة التي
حددتها المعاهدة المبرمة بينهم وبين الرسول في الحديبية. وخرج الرسول متجها صوب
المدينة.
وعند (سرف) على بعد أميال من مكة .. لحقت به زوجته ميمونة حيث بنى بها
الرسول. وميمونة وكان اسمها (بره) كانت واحدة من أربع نساء فضليات .. فأختها أم
الفضل تزوجت عم النبي العباس، وكانت أوائل النساء اللائى أعلن إسلامهن بعد خديجة
رضي الله عنها .. وأختها الأخرى أسماء بنت عميس زوجة ابن عم الرسول جعفر بن أبي
طالب .. وأخت سلوى بنت عميس زوج أسد الله حمزة بن عبد المطلب..
ويقول الرواة أن
ميمونة هي التي رغبت في الزواج من آخر رسل الله وأنها أسرت إلي أختها أم الفضل بذلك
.. وأخبرت أم الفضل زوجها العباس الذي نقل رغبة (ميمونة) إلي ابن أخيه .. فما كان
من الرسول إلا أن بعث بجعفر ليخطبها..
ويقال أيضا أنها عندما علمت أن رسول الله
وافق على رغبتها أنها ركبت راحلتها وتوجهت حيث يوجد الرسول صلى الله عليه وسلم
وقالت له:
ـ "البعير وما عليه لله ورسوله.
لقد كانت صادقة مع نفسها .. صادقة
مع مشاعرها .. لم تبال بما يقول المنافقون..
وقد نزل قوله تعالى:
{يا أيها
النبي إنا أحللنا لك أزواجك التي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك
وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالتك التي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت
نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا
عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفوراً رحيماً
"50" } (سورة الأحزاب)
وكانت ميمونة هي آخر زوجات رسول الله .. وقد انتقلت إلي
جوار ربها سنة 51 هجرية .. ودفنت في (سرف) نفس المكان الذي بنى بها رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
*****
أما مارية القبطية التي أهداها للنبي صلى الله عليه
وسلم المقوقس عظيم مصر ردا على رسالته، والتي أنجبت له ابنه إبراهيم فلم تكن أما من
أمهات المسلمين، ولكنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم بملك اليمين، وقد أسكنها
الرسول صلى الله عليه وسلم بعالية المدينة حتى تبتعد عن غيرة نسائه وخاصة عائشة
التي قالت عنها:
ـ ما غرت من امرأة إلا مثل ما غرت من مارية، وذلك أنها كانت
جميلة جعدة، فأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد أنزلها أول ما قدم بها
في بيت (حارثة بن النعمان) فكانت جارتنا، وكان عامة النهار عندها فجزعت، فحولها إلي
العالية بأقصى المدينة، وكان يذهب إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا".
وقد بلغت من
غيرة عائشة منها أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أنجب منها ابنه إبراهيم، كان
شديد الفرح به، وحمله إلي أم المؤمنين عائشة ولكن عائشة قالت له:
ـ ما أراه
يشبهك في شيء!!
فقال لها الرسول العظيم وهو يحمل فلذة كبده:
ـ إنكن صوحب
يوسف.
وقد حزن الرسول حزنا شديد عندما مات إبراهيم، وقال كلمته الخالدة:
ـ
"تدمع العين، ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب، أنا لفراقك يا إبراهيم
لمحزونون".
وقد توفيت رضي الله عنها في خلافة عمر بن الخطاب ودفنت
بالبقيع.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:23 am

الإمام أبو حنيفة النعمان
لم يختلف الناس على رجل
كما اختلف آراؤهم في أبي حنيفة النعمان .. تغالي البعض في تقديره حتى زعم أنه أوتى
الحكمة كلها، وأنه يتلقى علمه عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يشبه الرؤيا أو
الرؤية! واشتط الآخرون في كراهيته، حتى لقد اتهموه بالمروق عن الدين، وبالإلحاد
والزندقة، وباستيراد المبادئ الهدامة من الديانات الوثنية ومن عباد النار .. وأعمى
العداء آخرين، فأذاعوا عنه أنه مجوسي مدسوس على الإسلام ليحدث خرقا في الإسلام!!
كان هذا التطرف في الأحكام المتناقضة هو طابع العصر الذي عاش فيه أبو حنيفة، وهو في
الوقت نفسه نتيجة سلوك الشيخ وسيرته واقتحاماته الفكرية الجسور ..
ذلك أنه كان
يدعو إلي الأخذ بالرأي لا يبالي في رأيه بأحد .. فقد كان عارفا بأحوال الحياة،
مستوعبا كل ثقافة من سبقوه ومن عاصروه، خبيرا بالرجال، شديدا على أهل الباطل، مرير
السخرية بالمزيفين، لاذعا مع المنافقين من متعاطي الفقه والعلم والثقافة في عصره ..
وهو عصر غريب حقا .. عصر ملئ بالتطرفات .. هو ذلك العصر الباهر من الفتوحات والثراء
الفكري .. عصر الأئمة العظام: محمد الباقر وزيد بن علي وجعفر الصادق ومالك بن أنس
والليث بن سعد .. وهو في الوقت نفسه عصر الصعاليك الكبار، والمنافقين والمزيفين..!!
عصر عامر بالبطولات والأحلام والخطر والغنى الروحي والاقتحام والمتاع..!! عصر يدوي
على الرغم من كل شيء بأصداء المأساة، تفعمه الأحزان، ملتهب بالأشواق إلي العدل
وبالحنين إلي الرحمة والصدق والإحسان وبالشجن! .. في ذلك العصر ولد أبو حنيفة
النعمان بالكوفة سنة 80 هـ من أسرة فارسية، وسمي النعمان تيمنا بأحد ملوك الفرس
..
من أجل ذلك كبر على المتعصبين العرب أن يبرز فيهم فقيه غير عربي الأصل ..
حاول بعض محبيه أن يفتعل له نسبا عربيا .. ولكنه كان لا يحفل بهذا كله فقد كان يعرف
أن الإسلام قد سوى بين الجميع، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم احتضن سلمان الفارسي
وبلالا الحبشي، وكانا من خيرة الصحابة حتى لقد كان الرسول يقول "سلمان منا أهل
البيت" وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عن بلال: "سيدنا بلال". ولقد شهد أبو
حنيفة في طفولته فظائع الحجاج والي العراق وبطشه بكل من يعارض الأمويين حتى الفقهاء
الأجلاء، فدخل في نفسه منذ صباه عزوف عن الأمويين واستنكار لاستبدادهم، ورفض
للطغيان .. ثم أنه ورث عن أبيه وأمه حبا لآل البيت فما كان في ذلك العصر رجال
ينبذون التفرقة بين المسلمين العرب وغير العرب إلا آل البيت.
وقد تمكن حب آل
البيت من قلبه عندما تعرف على أئمتهم وتلقى عنهم، وعندما عاين أشكال الاضطهاد التي
يكابدونها في كل نهار وليل! .. حتى لقد شاهد الإمام الصادق واقفا يستمع إليه وهو
يفتي في المدينة فوقف قائلا: "يا ابن رسول الله، لا يراني الله جالسا وأنت واقف".
وكان أبوه تاجرا كبيرا فعمل معه وهو صبي، وأخذ يختلف إلي السوق ويحاور التجار
الكبار ليتعلم أصول التجارة وأسرارها، حتى لفت نظر أحد الفقهاء فنصحه أن يختلف إلي
العلماء فقال أبو حنيفة: "إني قليل الاختلاف إليهم" فقال له الفقيه الكبير: "عليك
بالنظر في العلم ومجالسة العلماء فإني أرى فيك يقظة وفطنة". ومنذ ذلك اليوم وهب
الفتى نفسه للعلم، واتصل بالعلماء ولم تنقطع تلك الصلة حتى آخر يوم في حياته ..
ولكم عانى وعانى منه الآخرون في هذا الميدان الجديد الذي استنفر كل مواهبه وذكائه
وبراعته!!
وانطلق الفتى الأسمر الطويل النحيل بحلة فاخرة، يسبقه عطره، ويدفعه
الظمأ إلي المعرفة، يرتاد حلقات العلماء في مسجد الكوفة .. وكأن بعضها يتدارس أصول
العقائد (علم الكلام)، وبعضها للأحاديث النبوية، وبعضها للفقه وأكثرها للقرآن
الكريم .. ثم مضى ينشد العلم في حلقات البصرة. وبهرته حلقة علماء الكلام، لما كان
يثور فيها من جدل مستعر يرضي فتوته. ولزم أهل الكلام زمنا ثم عدل عنهم إلي الحلقات
الأخرى .. فقد اكتشف عندما نضج أن السلف كانوا أعلم بأصول العقائد ولم يجادلوا
فيها، فلا خير في هذا الجدل. ومن الخير أن يهتم بالتفقه في القرآن الكريم والحديث.
وانتهت به رحلاته بين البصرة والكوفة إلي العودة إلي موطنه بالكوفة، وإلي الاستقرار
في حلقات الفقه، لمواجهة الأقضية الحديثة التي استحدثت في عصره، ولدراسة طرائق
استنباط الأحكام.
وكان أبوه قد مات، وترك له بالكوفة متجرا كبيرا للحرير يدر
عليه ربحا ضخما، فرأى أبو حنيفة أن يشرك معه تاجرا آخر، ليكون لديه من الوقت ما
يكفي لطلب العلم وللتفقه في الدين ولإعمال الفكر في استنباط الأحكام .. ودرس على
عدة شيوخ في مسجد الكوفة ثم استقر عند شيخ واحد فلزمه .. حتى إذا ما ألم بالشيخ ما
جعله يغيب عن الكوفة، نصب أبا حنيفة شيخا على الحلقة حتى يعود .. وكانت نفس أبي
حنيفة تنازعه أن يستقل هو بحلقة، ولكنه عندما جلس مكان أستاذه سئل في مسائل لم تعرض
له من قبل، فأجاب عليها وكانت ستين مسألة. وعندما عاد شيخه عرض عليه الإجابات،
فوافقه على أربعين، وخالفه في عشرين .. فأقسم أبو حنيفة ألا يفارق شيخه حتى
يموت.
ومات الشيخ وأبو حنيفة في الأربعين، فأصبح أبو حنيفة شيخا للحلقة وكان قد
دارس علماء آخرين في رحلات إلي البصرة وإلي مكة والمدينة خلال الحج والزيارة، وأفاد
من علمهم، وبادلهم الرأي، ونشأت بينه وبين بعضهم مودات، كما انفجرت خصومات. ووزع
وقته بين التجارة والعلم .. وأفادته التجارة في الفقه، ووضع أصول التعامل التجاري
على أساس وطيد من الدين .. كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو مثله الأعلى في
التجارة: حسن التعامل، والتقوى، والربح المعقول الذي يدفع شبهة الربا .. جاءته
امرأة تبيع له ثوبا من الحرير وطلبت ثمنا له مائة .. وعندما فحص الثوب قال لها "هو
خير من ذلك" فزادت مائة .. ثم زادت حتى طلبت أربعمائة فقال لها: "هو خير من ذلك"
فقالت: أتهزأ بي؟ فقال لها: "هاتي رجلا يقومه" فجاءت برجل فقومه بخمسمائة ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:24 am

وأرادت امرأة أخرى أن تشتري منه ثوبا فقال: "خذيه بأربعة دراهم" فقالت له: "لا تسخر
مني وأنا عجوز" فقال لها "إني اشتريت ثوبين فبعت أحدهما برأس المال إلا أربعة
دراهم، فبقى هذا الثوب على أربعة دراهم". وذهب إلي حلقة العلم يوما، وترك شريكه في
المتجر، وأعلمه أن ثوبا معينا من الحرير به عيب خفي، وأن عليه أن يوضح العيب! ..
وظل أبو حنيفة يبحث عن المشتري ليدله على العيب، ويريد إليه بعض الثمن، ولكنه لم
يجده، فتصدق بثمن الثوب كله، وانفصل عن شريكه .. بهذا الحرص كان يتعامل في تجارته
مع الناس، وفي فهمه للنصوص، وفي استنباطه للقواعد والأحكام .. وعلى الرغم من أنه
كان يكسب أرباحا طائلة، فقد كان لا يكنز المال .. فهو ينفق أمواله على الفقراء من
أصدقائه وتلاميذه.
ويحتفظ بما يكفيه لنفقة عام ويوزع الباقي على الفقراء
والمعسرين .. فإذا عرف أن أحدا في ضيق، أسرع إليه، وألقى إليه بصرة على بابه، ونبهه
إلي أنه وضع على بابه شيئا، ويسرع قبل أن يفتح صاحب الحاجة الصرة .. وكان على ورعه
وتقواه واسع الأفق مع المخطئين .. كان له جار يسكر في الليل ويرفع عقيرته
بالغناء:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
وكان صوت الجار يفسد
الليل على أبي حنيفة .. حتى إذا كانت ليلة سكت فيها صوت الجار السكير، فلما أصبح
سأل عنه فعلم أنه في السجن متهما بالسكر .. وركب أبو حنيفة إلي الوالي فأطلق سراح
السكير. وعندما عادا معا سأله أبو حنيفة "يا فتى هل أضعناك؟" فقال له "بل حفظتني
رعاك الله". ومازال به أبو حنيفة حتى أقلع عن الخمر. وأصبح من رواد حلقات العلم ثم
تفقه وصار من فقهاء الكوفة.
أبو بكر بن عبد الرحمن
أحد فقهاء المدينة، الذين
كانت تدور عليهم الفتوى، وأحد الفقهاء الذين اتخذهم عمر بن عبد العزيز للشورى، فكان
لا يقضي أمرا إلا بعد أن يعرضه عليهم، كان ثقة، فقيها، كثير الحديث، عالما عاقلا،
سخيا، يقصده الناس للاستعانة به في قضاء حوائجهم سواء من ماله الخاص، أو في الشفاعة
لهم عند أصحاب السلطان، إذ كان له مكانة خاصة، وصداقة لعبد الملك كان يستعملها في
عون أصحاب الحاجات عند أهل الحل والعقد من ذوي الجاه والسلطان.
أبوه عبد الرحمن
بن الحارث بن هشام بن المغيرة، المعروف بالشريد، وأمه فاختة بنت عتبة بن سهيل بن
عمرو، أتى بهما من الشام، فسماهما عمر بن الخطاب الشريدين، وقال: زوجوا الشريد
الشريدة، لعل الله ينشر منهما خيرا فتزوجا، وأقطعهما عمر بالمدينة خطة أوسع لهما
فيها، فقيل له: أكثرت لهما يا أمير المؤمنين، فقال: عسى الله أن ينشر منهما ولدا
كثيرا رجالا ونساء، وكأنما كان عمر ينظر بظهر الغيب، فقد كان لأبي بكر أخوة أشقاء
هم: عمر وعثمان، وعكرمة وخالد ومحمد، وأختهم حنتمة، والمغيرة وأبو سعيد من أمهات
أخريات.
وقد سرت الأمور بأبي بكر حتى صار سيدا من سادات قريش علما وكرما وسخاء
وأمانة وسداد رأي، ومكانة مرموقة، وكان ذا منزلة عالية عند عبد الملك بن مروان، حتى
إنه لما حضرته الوفاة أوصى ابنه الوليد قائلا: يا بني إن لي بالمدينة صديقين،
فاحفظني فيهما، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأبا بكر بن عبد الرحمن، وكان يقول:
إني لأهم بالشيء أفعله بأهل المدينة لسوء أثرهم عندنا، فأذكر أبا بكر بن عبد الرحمن
فأستحي منه، فأدع ذلك الأمر. وكانت مكانة أبي بكر هذه تجعل الناس يقدمون إليه
يسألونه أن يعاونهم في سداد ما حل بهم من مغارم، لما عرف عنه من المسارعة في مثل
هذه الأمور.
فقد ذكر أن جماعة من بني أسد بن خزيمة، وفدوا عليه يسألونه أن يتحمل
عنهم دماء "ديات" كانت بينهم ـ وكانت عادة العرب أن يتجهوا بمثل هذه القضايا إلي من
تدفعهم هممهم العالية، وشرفهم أن يتحملوا المغارم عن الناس حتى يحل السلام بينهم ـ
فتحمل أربع ديات، ورأى أن يستعين بأخيه المغيرة بن عبد الرحمن، وكان جوادا أيضا في
تحمل هذه الديات، وكان لأبي بكر ولد شاب عاقل كان يصحب أباه إلي المسجد بعدما كف
بصره، فقال له أبوه: يا بني اذهب إلي عمك المغيرة ابن عبد الرحمن، فأعلمه ما حملنا
من هذه الديات، وأسأله المعونة. فلما ذهب إلي عمه، وأخبره بما قاله أبوه، لم تطب
نفسه بالمعاونة، وقال لابن أخيه: أكثر علينا أبوك. وينصرف الفتى من لقاء عمه غير
الناجح، وتمضي أيام لا يذكر لأبيه ما رد به عمه عليه، حرصا على حسن الصلات بينهما،
وذات يوم وهما في الطريق إلي المسجد، سأله أبوه: أذهبت إلي عمك؟
فأجاب: نعم.
وسكت.
وأدرك أبو بكر من سكوت ابنه أنه لم يجد عند عمه ما يحب، وكأنما أعجب أبا
بكر مسلك ابنه الحكيم، فأراد أن يغريه بالمداومة على هذا التصرف النبيل. من الحرص
على سلامة القلوب بين الأشقاء. فقال له: يا بني، لا تخبرني ما قال لك، فإن لا يفعل
أبو هاشم "يعني أخاه المغيرة" فربما افعل، وأغد غدا إلي السوق، فخذ لي عينه "يعني
مما يباع" فغدا عبد الله إلي السوق، ففعل ما أمره به أبوه. ثم باعها. وأقام أياما
ما يبيع في السوق طعاما ولا زيتا غير عبد الله بن أبي بكر من تلك العينة، فلما فرغ
أمره أبوه أن يدفعها إلي الأسديين ففعل.
أما المغيرة بن عبد الرحمن أخو أبو بكر،
فكان أيضا جوادا وكان يطعم الطعام حيثما ينزل. وينحر الجزور، ويطعم من جاء، وكان قد
شارك في الغزو مع مسلمة بن عبد الملك في بلاد الروم، وأصيب عينه في إحدى هذه
الغزوات، فصار أعور، ومن طريف ما وقع له بعد ذلك أنه بذل الطعام للناس في يوم من
الأيام، التي تعود أن يفعل فيها ذلك، وكان بين الطاعمين أعرابي جعل يديم النظر إلي
المغيرة، ولا تمتد يده إلي الطعام، ولفت تصرفه نظر المغيرة فسأله: ألا تأكل من هذا
الطعام؟ مالي أراك تديم النظر إلي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:24 am

فقال البدوي في صراحة الصحراء التي لا تعرف المواربة: إنه ليعجبني طعامك، وتريبني
عينك.
قال: وما يريبك من عيني؟
قال: أراك أعور، وأراك تطعم الطعام، وهذا صفة
الدجال.
فقال له المغيرة: إن الدجال لا يصاب بعينه في سبيل الله.
وقد أجرى
سخاء المغيرة ألسن الشعراء بالثناء عليه، فقد قدم الكوفة يوما، فنحر الجزور، وأطعم
الطعام، والثريد على الأنطاع، فقال الأقيشر الأسدي:
أتاك البحر طم على قريش ومن
أوتار عقبة قد شفاني فلا يغررك حسن الرأي منهم مغيري وقد راع ابن بشر ورهط الحاطبي
ورهط صخر ولا سرج ببزيون ونحر
ومن سخاء المغيرة أنه وقف ضيعة على طعام يصنع بمنى
أيام الحج. وكان أخوه عكرمة أيضا من ذوي الشأن في أيامه، وكان ثقة، قليل الحديث،
وفيه يقول حكيم بن عكرمة الديلي لما تزوج بنت عمر بن عبد الله بن معمر:
تبشر يا
ابن مخزوم بخود أتتك بمال شيراز وفسا فتلك مآثر الأموال لا ما أبوها من بني تيم
الرباب وسايور الذي دون التقاب تجمع يوم سعدي والرباب
هذا حديث عابر عن أخوي أبي
بكر قد كان لهما شأن في قومهما أما أبو بكر فقد ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي
الله عنه، وكان يوم الجمل لما يبلغ مبلغ الرجال بعد، فقد استصغر ورد هو وعروة بن
الزبير، وهذا يعني أن فقده بصره كان بعد أن تقدمت به السن، وسمى راهب قريش لكثرة
صلاته ولفضله، وقد روي عن أمي المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما، وعن أبي
مسعود الأنصاري.
وكان شأنه شأن فتيان قريش. له من النعمة واليسار ما يجعل حياته
سهلة رخية، فقد كان يلبس كساء الخز، ويميل إلي الأناقة في مظهره وملبسه. فكان يأخذ
من شاربه أخذا حسنا، ولا يحفيه، وفي مظهره ذلك مشابهة كثيرة مما عرف عن سعيد بن
المسيب وسواه من فقهاء المدينة.
كان أبو بكر حريصا على أن يكون حسن السمعة، طيب
الأحدوثة، معروفا بالأمانة والثقة، فقد استودع عنده عروة بن الزبير مالا لبني مصعب،
فأصيب ذلك المال، وذهب كله أو بعضه في ظروف لا مسئولية لأبي بكر عنها. فأرسل إليه
عروة يقول: لا ضمان عليك، إنما أنت مؤتمن، ولكن أبا بكر لا ترضى له همته ولا مكانته
ذلك، وعلى الرغم من أنه يعرف أنه لا ضمان عليه ـ إذ كان كلاهما فقيها ـ فقد أبى إلا
أن يرد المال الضائع، وقال: قد علمت أن لا ضمان على، ولكن لم تكن لتحدث قريش أن
أمانتي خربت، وباع جانبا من أملاكه، فقضى بثمنه ما فقد.
وكان أحد الفقهاء الذين
كان يستشيرهم عمر بن عبد العزيز إذا ما عرضت له قضية، وكان ممن صحب عمر بن عبد
العزيز لتلقي الوليد حين حضوره إلي المدينة. ولما فسد الأمر بين سعيد بن المسيب
وإسماعيل بن هشام المخزومي والي المدينة أيام عبد الملك حاول أن يكسر حدة الخلاف،
ويوقع الصلح بين سعيد والوالي، وواجهه سعيد بعنف وهو في محبسه، ولكنه لم يتأثر منه،
لأنه كان يريد إزالة الجفوة بينهما، ومن متابعة الحوار الذي دار بينهما يتبين أن
أبا بكر كان هادئ الطبع لين العريكة، يحب أن يعالج الأمور في أناة ورفق، بدون تحد
ولا عناد، على النقيض من سعيد بن المسيب الذي كان حاد الطبع، والذي جرت عليه صلابته
كثيرا من المتاعب والآلام.
وقد أثر عن أبي بكر أنه كان يقول: إنما هذا العلم
لواحد من ثلاثة، لذي نسب يزين به نسبه أو لذي دين يزين به دينه، أو مختلط بسلطان
ينتجعه به، ولا أعلم أحدا أجمع لهذه الخلال من عروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز،
كلاهما ذو دين وحسب، ومن السلطان بمنزل. وكان منهج أبي بكر هو منهج فقهاء المدينة
الذين يتزعمهم سعيد بن المسيب، وكانت لهم وجهة نظر تكاد تكون واحدة في تناول
المشكلات المختلفة، وقد روي عن أبي بكر أنه قال: ما عليه أهل المدينة هو السنة. وقد
أخذ عنه كثير من مشاهير العلماء في عصره، ومن أبرزهم ابن شهاب الزهري، الذي عده من
بين الأربعة الذين لاقى بهم بحورا. وروي عنه أولاده عبد الملك، وعمر، وعبد الله،
وسلمة، وأشهر أولاده في الرواية عنه هو عبد الملك.
وفاته
وقد جرى على أبي بكر
ما جرى ويجري على كل حي، فانتقل إلي رحمة ربه سنة أربع وتسعين هجرية على الأرجح،
وكانت تسمى سنة الفقهاء لكثرة من توفى فيها. وقيل في وفاته: إنه صلى العصر، فدخل
فغتسله فسقط، فجعل يقول: والله ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا، فما غرب الشمس حتى
انتقل إلي رحمة الله
جويريه بنت الحارث
قالت عائشة رضي الله عنها عن زواج
النبي بجويرية بنت الحارث: لم يكن زواج امرأة أيمن على قومها على زواج جويرية ..
فقد أسلم بإسلامها مائتا بيت من بيوت العرب وكان زواجها خيرا وبرا على
قومها".
ولهذا الزواج قصة:
فقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم .. وكان ذلك في
شهر شعبان في السنة الخامسة من الهجرة أن الحارث بن أبي حراز يريد غزو مدينة رسول
الله .. وقد كان هذا الرجل وهو سيد قومه بني المصطلق من الذين ساعدوا مكة عندما
أرادت أن تنتقم لموتاها يوم بدر في معركة أحد .. ولم ينتظر الرسول حتى يداهم هذا
الرجل وقومه المدينة فقرر أن يغزوه في عقر داره..
وعندما التقى الرسول بهذا
الرجل ومعه قومه عند مكان يسمى (المريسيع) .. طلب منهم الرسول إعلان إسلامهم فرفضوا
ولم يكن هناك مفر من القتال .. وواجه الرسول الحارث ورجاله من خزاعة .. ولكنهم لم
يصمدوا إلا قليلا .. ثم سرعان ما حاقت بهم الهزيمة، ففر منهم من فر، ووقع الباقي في
الأسر، وكان من بين الأسرى ابنة زعيمهم جويرية بنت الحارث .. وكانت جويرية هذه
متزوجة من سافع بن صفوان الذي قتل في هذه المعركة.
وجدت جويرية نفسها أسيرة ..
وهي ابنة سيد خزاعة فقد وقعت في سهم ثابت بن قيس .. وهالها أن تصبح جارية وهي التي
عاشت حياتهم ترفل في ثياب العز والجاه، فعرضت على ثابت أن يفك أسرها نظير مبلغ من
المال، ووافق الرجل على أن يعتقها على أن تدفع له تسع أواق من الذهب.
ولكن أين
لها بالمال وهي أسيرة!
توجهت إلي الرسول صلى الله عليه وسلم تحكي له قصتها مع
الأسر وتطلب منه أن يتدخل ليخرجها من ذل الأسر، وأن يدفع لها ما تعاهدت عليه مع
ثابت قالت للرسول كما تروي عائشة، وكانت مع الرسول في هذه الغزوة: ـ ".. فبينما
النبي عندي إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابها، فوالله، ما أن رأتها حتى كرهت
دخولها على رسول الله وعرفت أنه سيري منها مثل الذي رأيت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:26 am

سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس القرشية العامرية
أمها الشموس بنت قيس بن زيد
الأنصارية من بني عدي بن النجار، كان تزوجها السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو،
فتوفي عنها، فتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكانت أول امرأة تزوجها
بعد خديجة .
رواه ابن إسحاق، وأخرج ابن سعد بسند مرسل رجاله ثقات.
وقد تقدم
في ترجمة خديجة أن خولة بنت حكيم قالت: أفلا أخطب عليك؟ قال: بلى. قال: فإنكن معشر
النساء أرفق بذلك، فخطبت عليه سودة بنت زمعة وعائشة، فتزوجها؛ فبنى بسودة بمكة
وعائشة يومئذ بنت ست سنين حتى بنى بها بعد ذلك حين قدم المدينة .
وأخرجه ابن أبي
عاصم موصولا، وسيأتي في ترجمة عائشة .
وأخرج الترمذي عن ابن عباس بسند حسن أن
سودة خشيت أن يطلقها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقالت: لا تطلقني
وأمسكني، واجعل يومي لعائشة ففعل، فنزلت: فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا
والصلح خير
وأخرجه ابن سعد من حديث عائشة من طرق في بعضها: أنه بعث إليها
بطلاقها، وفي بعضها: أنه قال لها: اعْتَدِّي؛ والطريقان مرسلان، وفيهما: أنها قعدت
له على طريقه، فناشدته أن يراجعها وجعلت يومها وليلتها لعائشة ففعل .
ومن طريق
معمر، قال: بلغني أنها كلمته فقالت: ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحب أن يبعثني
الله يوم القيامة زوجا لك .
وفي "الصحيح" عن عائشة استأذنت سودة رسول الله -صلى
الله عليه وآله وسلم- ليلة المزدلفة أن تدفع قبل حطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة
-يعني ثقيلة- فأذن لها، ولأن أكون استأذنته أحب إليَّ من معروج به .
وصح عن
عائشة قالت: ما من الناس أحد أحب إليّ أن أكون في مِسْلاخه من سودة؛ إن بها إلا حدة
فيها كانت تسرع منها الفيئة
وقال ابن سعد: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن
إبراهيم، قال: قالت سودة لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: صليت خلفك الليلة،
فركعتَ بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك، وكانت تضحكه بالشيء أحيانا .
وهذا مرسل، رجاله رجال الصحيح.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن محمد بن سيرين أن
عمر بعث إلى سودة بغرارة من دراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم. قالت: في غرارة
مثل التمر***! ففرقتها.
وروى ابن المبارك في "الزهد" من مرسل أبي الأسود يتيم
عروة: أن سودة قالت: يا رسول الله، إذا متنا صلّى لنا عثمان بن مظعون حتى تأتينا
أنت. فقال لها: يا بنت زَمْعَة، لو تعلمين عِلْمَ الموت، لعلمتِ أنه أشدُّ ممّا
تظنين .
وقال ابن أبي خيثمة: توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب،
ويقال: ماتت سنة أربع وخمسين، ورجحه الواقدي.
روى عنها ابن عباس ويحيى بن عبد
الرحمن بن أسعد بن زرارة .
عائشة بنت أبي بكر الصديقتقدم نسبها في ترجمة والدها
عبد الله بن عثمان -رضي الله عنهما-، وأمها أم رُومَان بنت عامر بن عويمر
الكنانية.
وُلِدَتْ بعد المبعث بأربع سنين أو خمس؛ فقد ثبت في "الصحيح" أن النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم- تزوجها وهي بنت ست، وقيل سبع، ويجمع بأنها كانت أكملت
السادسة ودخلت في السابعة.
ودخل بها وهي بنت تسع، وكان دخوله بها في شَوَّال في
السنة الأولى كما أخرجه ابن سعد، عن الواقدي، عن أبي الرجال، عن أبيه، عن أمه عمرة،
عنها، قالت:أُعْرِسَ بي على رأس ثمانية أشهر. وقيل في السنة الثانية من
الهجرة.
وقال الزبير بن بكار: تزوّجها بعد موت خديجة؛ قيل بثلاث سنين، قال أبو
عمر: كانت تذكر لجبير بن مطعم وتسمى له.
قلت: أخرجه ابن سعد من حديث ابن عباس
بسند فيه الكلبي، وأخرجه أيضا عن ابن نمير، عن الأجلح، عن ابن أبي مليكة، قال: قال
أبو بكر كنت أعطيتها مطعمًا لابنه جبير فدعني حتى أسألها منهم، فاستلبثها.
وفي
"الصحيح" من رواية أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قالت: تزوجني
رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنا بنت ست سنين، وبَنَى بي وأنا بنت تِسع،
وقُبِضَ وأنا بنت ثمان عشرة سنة .
وأخرج ابن أبي عاصم من طريق يحيى القطان، عن
محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: لما توفيت خديجة
قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة: أي رسولَ الله، ألا
تَزَوَّج؟ قال: مَنْ؟ قالت: إن شئت بِكرًا، وإن شئت ثَيِّبًا؟
قال: فَمَنْ
البِكْرُ؟ قالت: بنت أحبّ خلق الله إليك، عائشة بنت أبي بكر. قال: ومَنْ الثيِّب؟
قالت: سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك. قال: فاذهبي فاذكريهما عليَّ.
فجاءت فدخلت
بيت أبي بكر، فوجدت أم رُومَان، فقالت: ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت:
وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أخطب عليه عائشة. قالت:
وددْتُ، انتظري أبا بكر، فجاء أبو بكر فذكرت له، فقال: وهل تصلح له وهي بنت
أخيه؟
فرجعت فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، قال: قولي له أنت أخي
في الإسلام وابنتك تَحِلُّ لي، فجاء فأنكحه وهي يومئذ بنت ست سنين ، ثم ذكر قصة
سودة
وفي "الصحيح" أيضا: لم ينكح بِكْرًا غيرها، وهو متفق عليه بين أهل
النقل.
وكانت تكنى أم عبد الله، فقيل إنها ولدت من النبي -صلى الله عليه وآله
وسلم- ولدًا فمات طفلا، ولم يثبت هذا، وقيل كناها بابن أختها عبد الله بن الزبير؛
وهذا الثاني ورد عنها من طرقٍ منها عند ابن سعد، عن يزيد بن هارون، عن حماد، عن
هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة، عن عائشة.
قال الشعبي: كان مسروق إذا حدَّث عن
عائشة قال: حدثتني الصادقة ابنة الصديق حبيبة حبيب الله.
وقال أبو الضحى، عن
مسروق: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الأكابر يسألونها عن
الفرائض .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:26 am



وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أَفْقَهَ الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيًا
في العامة .
وقال هشام بن عروة، عن أبيه: ما رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا
بشعر من عائشة .
وقال أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه: ما أشكل علينا أمر فسألنا
عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علمًا .
وقال الزهري: لو جُمِعَ علم عائشة إلى
علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .
وأسند الزبير
بن بكار، عن أبي الزناد، قال: ما رأيت أحدًا أَرْوَى لشعرٍ مِنْ عروة، فقيل له: ما
أَرْوَاكَ! فقال: ما روايتي في رواية عائشة؛ ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدتْ فيه
شعرًا .
وفي "الصحيح" عن أبي موسى الأشعري -مرفوعا: فضل عائشة على النساء كفضل
الثَّرِيدِ على سائر الطعام .
وفي "الصحيح" من طريق حماد، عن هشام بن عروة، عن
أبيه: كان الناس يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يومَ عائشة، قالت: فاجتمع صَواحِبِي
إلى أمِّ سلمة ... ، فذكر الحديث، وفيه: فقال في الثالثة: لا تُؤذُوني في عائشة؛
فإنه واللَّهِ ما نزل عليَّ الوحْيُ وأنا في لَحَافِ امرأةٍ مِنْكُنَّ غيرَها
.
وأخرج الترمذي من طريق الثوري، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب أن رجلا نال من
عائشة عند عمّار بن ياسر، فقال: اعْزُبْ مَقْبُوحًا، أتؤذي محبوبة رسول الله -صلى
الله عليه وآله وسلم- .
وأخرجه ابن سعد من وجه آخر، عن أبي إسحاق، عن حميد بن
عريب نحوه؛ وقال: مقبوحًا مَنْبُوحًا، وزاد: إنها لزوجته في الجنة .
وعن مرسل
مسلم البطين، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: عائشة زوجتي في الجنة
، ومن طريق أبي محمد مولى الغِفَاريين أن عائشة قالت: يا رسول الله، مَنْ أزواجُكَ
في الجنة؟ قال: أنت منهنَّ .
ومن طريق أبي إسحاق، عن سفيان بن سعد، قال: زاد
عمرُ عائشةَ على أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ألفين، وقال: إنها حبيبة
رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم .
وفي "صحيح البخاري" من طريق ابن عون، عن
القاسم بن محمد -أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدميني على
فرط صدق... الحديث .
وقال ابن سعد: أخبرنا هشام هو ابن عبد الملك الطيالسي،
حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن عائشة، قالت: أُعْطِيتُ خِلالاً ما
أُعْطِيَتْهَا امرأةٌ: مَلَكَنِي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنا بنت
سبع، وأتاهُ المَلَكُ بِصُورتي في كفِّه لينظرَ إليها، وبَنَى بي لتِسْعٍ، ورأيت
جِبْرَائِيلَ، وكنت أحبَّ نسائِهِ إليه، ومَرَّضْتُهُ فَقُبِضَ ولم يشهدْهُ غيري
والملائكة
وأورد من وجه آخر فيه عيسى بن ميمون -وهو واهٍ- قالت عائشة: فُضِّلْتُ
بِعَشْرٍ... فذكرت مجيء جبريل بصُورتها .
قالت: ولم ينكِحْ بكرًا غيري، ولا
امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله براءتي من السماء، وكان ينزل عليه الوحي وهو
معي، وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه، وقبض بين
سَحْرِي ونَحْرِي في بيتي وفي ليلتي، ودفن في بيتي .
وأخرج ابن سعد من طريق أم
درة، قالت: أتيتُ عائشة بمائة ألفٍ ففرقتها، وهي يومئذ صائمة، فقلت لها: أما استطعت
فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه؟ فقالت: لو كنت أذكرتِني لفعلتُ
.
روت عائشة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الكثير الطيب، وروت أيضا عن
أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعد بن أبي وقّاص، وأسيد بن حضير، وجذامة بنت وهب، وحمزة
بنت عمرو .
وروى عنها من الصحابة عمر، وابنه عبد الله، وأبو هريرة، وأبو موسى،
وزيد بن خالد، وابن عباس، وربيعة بن عمرو الجرشي، والسائب بن يزيد، وصفية بنت شيبة،
وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وغيرهم .
ومن آل
بيتها أختها أم كلثوم، وأخوها من الرَّضاعة عوف بن الحارث، وابن أخيها القاسم، وعبد
الله بن محمد بن أبي بكر، وبنت أخيها الآخر حفصة، وأسماء بنت عبد الرحمن بن أبي
بكر، وحفيده عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن، وابنا أختها عبد الله وعروة
ابنا الزبير بن العوام مِنْ أسماء بنت أبي بكر، وحفيدا أسماء عباد وحبيب ولدا عبد
الله بن الزبير، وحفيد عبد الله عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، وبنت أختها
عائشة بنت طلحة من أم كلثوم بنت أبي بكر
ومواليها أبو عمر، وذكوان، وأبو يونس،
وابن فروخ.
ومن كبار التابعين سعيد بن المسيب، وعمرو بن ميمون، وعلقمة بن قيس،
ومسروق، وعبد الله بن حكيم، والأسود بن يزيد، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو وائل،
وآخرون كثيرون .
ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان
عند الأكثر، وقيل سنة سبع؛ ذكره علي بن المديني، عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة،
ودُفِنَتْ بالبقيع


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:27 am

حفصة بنت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين

هي أم
المؤمنين تقدم نسبها في ذكر أبيها وأمها زينب بنت مظعون .
وكانت قبل أن يتزوجها
النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عند خنيس بن حذافة ، وكان ممن شهد بدرا، ومات
بالمدينة فانقضت عدتها، فعرضها عمر على أبي بكر فسكت، فعرضها على عثمان حين ماتت
رقية بنت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ما أريد أن أتزوج اليوم، فذكر ذلك
عمر لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان
ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة، فلقي أبو بكر عمر فقال: لا تجد علي؛ فإن رسول الله
-صلى الله عليه وآله وسلم- ذكر حفصة، فلم أكن أفشي سر رسول الله -صلى الله عليه
وآله وسلم- ولو تركها لتزوجتها .
وتزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
حفصة بعد عائشة أخرجه ابن سعد، وهذا لفظه في بعض طرقه، وأصله في الصحيح من طريق
الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن ابن عمر قال أبو عبيدة سنة اثنتين من
الهجرة، وقال غيره: سنة ثلاث وهو الراجح؛ لأن زوجها قتل بأحد سنة ثلاث.
وقيل:
إنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين، أخرجه ابن سعد بسند فيه الواقدي، روت عن النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم- وعن عمر . روى عنها أخوها عبد الله وابنه حمزة وزوجته
صفية بنت أبي عبيد ومن الصحابة فمن بعدهم حارثة بن وهب ، والمطلب بن أبي وداعة وأم
مبشر الأنصارية وعبد الرحمن بن الحارث بن هاشم ، وعبد الله بن صفوان بن أمية
وآخرون.
قال أبو عمر: طلقها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تطليقة ثم
ارتجعها، وذلك أن جبريل قال له: أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة
أخرجه ابن سعد من طريق أبي عمران الجوني، عن قيس بن زيد- أن رسول الله -صلى الله
عليه وآله وسلم- فذكره وهو مرسل.
وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة عن حميد عن أنس أن
النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- طلق حفصة، ثم أمر أن يراجعها، روى موسى بن علي عن
أبيه عن عقبة بن عامر، قال: طلق رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حفصة بنت عمر
فبلغ ذلك عمر فحثى التراب على رأسه، وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها، فنزل
جبريل من الغد على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: إن الله يأمرك أن تراجع
حفصة رحمة لعمر أخرجه.
وفي رواية أبي صالح: دخل عمر على حفصة وهي تبكي فقال: لعل
رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قد طلقك إنه كان قد طلقك مرة، ثم راجعك من
أجلى فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا أخرجه أبو يعلى.
قال أبو عمر: أوصى
عمر إلى حفصة، وأوصت حفصة إلى أخيها عبد الله بما أوصى به إليها عمر بصدقة تصدقت
بها بالغابة، وأخرج ابن سعد من طريق عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أوصى عمر
إلى حفصة، وأخرج بسند صحيح عن نافع قال: ما ماتت حفصة حتى ما تفطر، وبسند فيه
الواقدي إلى أبي سعيد المقبري، ورأيت مروان بين أبي هريرة وأبي سعيد أمام جنازة
حفصة، ورأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عند دار آل حزم إلى دار المغيرة، وحمل
أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها.
قيل: ماتت لما بايع الحسن معاوية وذلك في
جمادي الأولى سنة إحدى وأربعين وقيل: بل بقيت إلى سنة خمس وأربعين، وقيل: ماتت سنة
سبع وعشرين حكاه أبو بشر الدولابي وهو غلط، وكأنه قائله أسنده إلى ما رواه ابن وهب
عن مالك أنه قال: ماتت حفصة عام فتحت إفريقية، ومراده فتحها الثاني الذي كان على يد
معاوية بن خديج، وهو في سنة خمس وأربعين، وأما الأول الذي كان في عهد عثمان فهو
الذي كان في سنة سبع وعشرين فلا، والله أعلم.
فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية
بنت الحارث، سيد قومه، وقد أصابني من الأسر ما قد علمت، فوقعت في سهم ثابت بن قيس
فكاتبني على تسع أواق فأعني في فكاكي.
فقال لها رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
ـ أو خير من ذلك؟
فقالت: ما هو؟
فقال: "أؤدي عنك كتابتك
وأتزوجك.
قالت: نعم يا رسول الله.
فقال صلى الله عليه وسلم: قد فعلت.
ولما
علم الناس بالخبر أطلقوا أسراهم من بني المصطلق إكراما لأصهار رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
وهكذا كان زواج جويرية خيرا وبركة على قومها الذي أحسوا بعظمة الرسول
وإحسانه إليهم .. فدخلوا الإسلام طواعية .. والعجيب أن نساء النبي كانوا يفخرون
عليها باعتبارها جارية .. وقعت في الأسر وأعتقها الرسول! وعندما شكت إلي الرسول ما
يفعلنه فيها قال لها:
ـ ألم أعظم صداقك .. ألم اعتق أربعين من قومك..
والرسول
يعني أن ما تقوله عنها ضرائرها لا يمت للحقيقة بصلة فهو كلام ضرائر. وكانت هذه
السيدة الفاضلة كثيرة العبادة .. كثيرة الخشية من الله وقد توفيت في خلافة معاوية
بن أبي سفيان ودفنت في البقيع.
زينب بنت جحش الأسدية
أم المؤمنين، زوج النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم-
تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد الله، وأمها أمية عمة
النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سنة ثلاث،
وقيل: سنة خمس، ونزلت بسببها آية الحجاب، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، وفيها
نزلت: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها
وكان زيد يدعى بن محمد، فلما نزلت:
ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله وتزوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- امرأته
بعده، انتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من أن الذي يتبنى غيره يصير ابنه، بحيث
يتوارثان إلى غير ذلك.
وقد وصفت عائشة زينب بالوصف الجميل في قصة الإفك، وأن
الله عصمها بالورع، قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي -صلى الله عليه
وآله وسلم-، وكانت تفخر على نساء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بأنها بنت عمته،
وبأن الله زوجها له، وهن زوجهن أولياؤهن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:28 am

وفي خبر تزويجها عند ابن سعد من طريق الواقدي بسند مرسل: فبينا رسول الله -صلى الله
عليه وآله وسلم- يتحدث عند عائشة إذ أخذته غشية، فسرى عنه، وهو يتبسم ويقول: من
يذهب إلى زينب يبشرها؟ وتلا: "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك
زوجك واتق الله..." الآية، قالت عائشة فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها،
وأخرى هي أعظم وأشرف ما صنع لها، زوجها الله من السماء وقلت: هي تفخر علينا بهذا
.
وبسند ضعيف عن ابن عباس لما أخبرت زينب بتزويج رسول الله -صلى الله عليه وآله
وسلم- لها، سجدت ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون قالت زينب: يا رسول الله إني والله
ما أنا كإحدى نسائك، ليست امرأة من نسائك إلا زوجها أبوها أو أخوها أو أهلها غيري
زوجنيك الله من السماء .
ومن حديث أم سلمة بسند موصول فيه الواقدي أنها ذكرت
زينب، فترحمت عليها، وذكرت ما كان يكون بينها وبين عائشة فذكرت نحو هذا قالت أم
سلمة وكانت لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- معجبة، وكان يستكثر منها، وكانت
صالحة صوامة قوامة صناعا، تصدق بذلك كله على المساكين.
وذكر أبو عمر كان اسمها
برة، فلما دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سماها زينب روت عن النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم- أحاديث، روى عنها ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش وأم
حبيبة بنت أبي سفيان، وزينب بنت أبي سلمة، ولهم صحبة، وكلثوم بنت المصطلق ومذكور
مولاها وغيرهم.
قال الواقدي: ماتت سنة عشرين، وأخرج الطبراني من طريق الشعبي أن
عبد الرحمن بن أبزى أخبره أنه صلى مع عمر على زينب بنت جحش، وكانت أول نساء النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم- ماتت بعده، وفي الصحيحين واللفظ لمسلم من طريق عائشة بنت
طلحة، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أسرعكن لحاقا بي،
أطولكن يدا، قال فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا، قالت: وكانت أطولنا يدا زينب؛ لأنها
كانت تعمل بيدها، وتتصدق .
ومن طريق يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة نحو
المرفوع قالت عائشة فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله -صلى الله
عليه وآله وسلم- نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت
جحش، وكانت امرأة قصيرة، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي -صلى الله عليه
وآله وسلم- إنما أراد طول اليد بالصدقة، وكانت زينب امرأة صناع اليدين، فكانت تدبغ،
وتخرز، وتتصدق به في سبيل الله.
وروينا في القطعيات من طريق شهر بن حوشب، عن عبد
الله بن شداد، عن ميمونة بنت الحارث قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم
يقسم ما أفاء الله عليه في رهط من المهاجرين، فتكلمت زينب بنت جحش، فانتهرها عمر
فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: خل عنها يا عمر فإنها أواهة .
وأخرج
ابن سعد بسند فيه الواقدي، عن القاسم بن محمد، قال: قالت زينب حين حضرتها الوفاة:
إني قد أعددت كفني، وإن عمر سيبعث إلي بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم أن
تتصدقوا بحقوي فافعلوا .
ومن وجه آخر عن عمرة قالت: بعث عمر بخمسة أثواب يتخيرها
ثوبا ثوبا من الحراني، فكفنت منها، وتصدقت عنها أختها حمنة بكفنها الذي كانت أعدته،
قالت عمرة: فسمعت عائشة تقول: لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى
والأرامل.
وأخرج بسند فيه الواقدي، عن محمد بن كعب كان عطاء زينب بنت جحش اثنى
عشر ألفا لم تأخذه إلا عاما واحدا، فجعلت تقول: اللهم لا يدركني هذا المال من قابل
فإنه فتنة ، ثم قسمته في أهل رحمها، وفي أهل الحاجة، فبلغ عمر فقال: هذه امرأة يراد
بها خير، فوقف عليها وأرسل بسلام.
وقال: بلغني ما فرقت فأرسل بألف درهم
تستبقيها، فسلكت به ذلك المسلك، وتقدم في ترجمة برة بنت رافع في القسم الرابع من
حرف الباء الموحدة نحو هذه القصة مطولا، قال الواقدي: تزوجها النبي -صلى الله عليه
وآله وسلم- وهي بنت خمس وثلاثين سنة، وماتت سنة عشرين، وهي بنت خمسين، ونقل عن عمر
بن عثمان الحجبي أنها عاشت ثلاثا وخمسين.
زينب بنت خزيمةبن عبد الله بن عمر بن
عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية أم المؤمنين زوج النبي -صلى الله عليه
وآله وسلم-
وكانت يقال لها: أم المساكين؛ لأنها كانت تطعمهم، وتتصدق عليهم،
وكانت تحت عبد الله بن جحش، فاستشهد بأحد، فتزوجها النبي -صلى الله عليه وآله
وسلم-.
وقيل: كانت تحت الطفيل بن الحارث بن المطلب، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن
الحارث، وكانت أخت ميمونة بنت الحارث لأمها، وكان دخوله -صلى الله عليه وآله وسلم-
بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة وماتت.
قال
ابن الأثير: ذكر ذلك ابن منده في ترجمتها حديث: أولكن لحاقا بي أطولكن يدا ...
الحديث، وقد تقدم في ترجمة زينب بنت جحش، وهو بها أليق؛ لأن المراد بلحوقهن به
موتهن بعده، وهذه ماتت في حياته، وهو تعقب قوي.
وقال ابن الكلبي: كانت عند
الطفيل بن الحارث، فطلقها، فخلف عليها أخوه، فقتل عنها ببدر، فخطبها رسول الله -صلى
الله عليه وآله وسلم- إلى نفسها، فجعلت أمرها إليه، فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث،
فأقامت عنده ثمانية أشهر، وماتت في ربيع الآخر سنة أربع.
قلت: ذكر ابن سعد في
ترجمة أم سلمة بسند منقطع عنها في خطبة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لها قال:
قالت: فتزوجني فنقلني إلى بيت زينب بنت خزيمة أم المساكين بعد أن ماتت.
وذكر
الواقدي أن عمرها كان ثلاثين سنة، وأخرج ابن سعد في ترجمتها، عن إسماعيل بن أبي
أويس، عن عبد العزيز بن محمد، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن الهلالية
التي كانت عند النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنها كانت لها خادم سوداء فقالت: يا
رسول الله أردت أن أعتق هذه فقال لها: ألا تفدين بها بني أخيك أو بني أختك من رعاية
الغنم .
قلت: وهذا خطأ فإن صاحب هذه القصة هي ميمونة بنت الحارث وهي هلالية، وفي
الصحيح نحو هذا من حديثها، وقد ذكر ابن سعد نحوه في ترجمة ميمونة من وجه
آخر.
صفية بنت حُيّي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن أبي حبيب، من
بني النضير وهو من سبط لاوَى بن يعقوب، ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما
السلام.
كانت تحت سلام بن مشكم، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، فقتل كنانة
يوم خيبر، فصارت صفية مع السَّبْي ،فأخذها دحية ثم استعادها النبي -صلى الله عليه
وآله وسلم- فأعتقها وتزوجها.
ثبت ذلك في "الصحيحين" من حديث أنس مطولا
ومختصرا.
وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، عنه حدثني والدي إسحاق بن يسار،
قال: لمّا فتح رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الغموص حصن بني أبي الحُقَيْق
أتى بصفية بنت حيي ومعها ابنة عم لها جاء بهما بلال، فمر بهما على قتلى يهود، فلما
رأتهم المرأة التي مع صفية صكت وجهها، وصاحت وحثت التراب على وجهها، فقال رسول الله
-صلى الله عليه وآله وسلم-: أعزبوا هذه الشيطانة عني، وأمر بصفية فجُعلت خلفه، وغطى
عليها ثوبه فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه، وقال لبلال أَنُزِعَتْ الرحمة من قلبك
حين تَمُرُّ بالمرأتين على قَتْلاهُمَا؟ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:29 am



وكانت صفية رأت قبل ذلك أن القمر وقع في حِجرها، فذكرت ذلك لأمها فلطمت وجهها،
وقالت: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى
أتى بها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فسألها عنه فأخبرته.
وأخرج ابن سعد
عن الواقدي بأسانيد له في قصة خيبر قال: ولم يخرج من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها
فحملها وراءه، فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مَالَ يريد أن يُعَرِّسَ
بها، فأبت عليه، فَوَجَدَ في نفسه، فلمّا كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر، نزل
بها هناك فمشطتها أم سليم وعطرتها.
قالت أم سنان الأسلمية وكانت من أضوأ ما يكون
من النساء، فدخل على أهله، فلما أصبح سألتها عما قال لها، فقالت: قال لي: ما حملك
على الامتناع من النزول أولا؟ فقلت: خشيت عليك من قرب اليهود، فزادها ذلك
عنده
وقال ابن سعد أيضا: أخبرنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن سمية، عن عائشة
أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان في سفر فاعتلّ بَعِيرٌ لِصَفِيَّة، وفي
إبل زينب بنت جحش فَضْلٌ، فقال لها: إنَّ بعيرًا لصفية اعتَلَّ، فلو أعطيتِها
بعيرًا؟ فقالت: أنا أعطي تلك اليهودية! فتركها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
ذا الحجة والمحرم -شهرين أو ثلاثة- لا يأتيها، قالت زينب: حتى يئست منه .
وأخرج
ابن أبي عاصم من طريق القاسم بن عوف، عن أبي برزة، قال: لمّا نزل النبي -صلى الله
عليه وآله وسلم- خيبر كانت صفية عروسا في مُجَاسدها، فرأت في المنام أن الشمس نزلت
حتى وقعت على صدرها، فقصت ذلك على زوجها، فقال: ما تَمَنِّين إلا هذا الملك الذي
نزل بنا. قال: فافتتحها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فضرب عنق زوجها
صبرًا... الحديث.
وفيه: فألقى تمرًا على سقيفة، فقال: كلوا من وليمة رسول الله
-صلى الله عليه وآله وسلم- على صفية .
وذكر ابن سعد من طريق عطاء بن يسار، قال:
لما قدمت صفية من خيبر أُنزلت في بيت لحارثة بن النعمان، فسمع نساء الأنصار، فجئن
ينظرن إلى جمالها، وجاءت عائشة متنقّبة، فلما خرجت، خرج النبي -صلى الله عليه وآله
وسلم- على أثرها، فقال: كيف رأيت يا عائشة؟ قالت: رأيت يهودية. فقال: لا تقولي ذلك؛
فإنها أسلمت وحسن إسلامها .
ولها ذكر في ترجمة أم سنان الأسلمية وفي ترجمة أمية
بنت أبي قيس.
وأخرج من طريق عبد الله بن عمر العمري، قال: لمّا اجتلى رسول الله
-صلى الله عليه وآله وسلم- صفية رأى عائشة منتقبة بين النساء، فعرفها، فأدركها فأخذ
ثوبها، فقال: كيف رأيت يا شُقَيْرَاء؟ .
وأخرج بسند صحيح من مرسل سعيد بن
المسيب، فقال: قدمت صفية وفي أذنها خُوصة من ذهب، فوهبت منه لفاطمة ولنساء
معها.
وأخرج الترمذي من طريق كنانة مولى صفية أنها حدثته، قالت: دخل عليَّ النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم- وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام، فذكرت له ذلك، فقال: ألا
قلت: وكيف تكونان خيرًا مني وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى وكان بلغها أنهما
قالتا: نحن أكرم على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- منها، نحن أزواجه وبنات
عمه.
وقال أبو عمر: كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة، روينا أن جارية لها أتت عمر،
فقالت: إن صفية تحب السَّبْتَ وتَصِلُ اليهود، فبعث إليها فسألها عن ذلك، فقالت:
أمَّا السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم
رحما، فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملك على هذا؟ قالت: الشيطان. قالت: اذهبي،
فأنت حُرة.
وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن زيد بن أسلم، قال: اجتمع نساء النبي -صلى
الله عليه وآله وسلم- في مرضه الذي توفى فيه، واجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت
حيي: إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي، فَغَمَزْنَ أزواجه ببصرهن، فقال:
مَضْمَضْنَ. فقلن: من أي شيء؟ فقال: من تغامزكن بها، والله إنها لصادقة .
روت
صفية عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وروى عنها ابن أخيها، ومولاها كنانة
ومولاها الآخر يزيد بن معتب، وزين العابدين علي بن الحسين، وإسحاق بن عبد الله بن
الحارث بن مسلم بن صفوان.
قيل: ماتت سنة ست وثلاثين؛ حكاه ابن حبان، وجزم به ابن
منده، وهو غلط؛ فإن علي بن الحسين لم يكن وُلد، وقد ثبت سماعه منها في
"الصحيحين".
وقال الواقدي: ماتت سنة خمسين، وهذا أقرب.
وقد أخرج ابن سعد من
حديث أمية بنت أبي قيس الغفارية بسند فيه الواقدي، قالت: أنا إحدى النسوة اللاتي
زففن صفية إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة
سنة يوم دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-. قال: وتوفيت صفية سنة
اثنتين وخمسين في خلافة معاوية
وأخرج ابن سعد أيضا بسند حسن، عن كنانة مولى
صفية، قال: قدمت بصفية بغلة لتردّ عن عثمان، فلقينا الأشتر، فضرب وجه البغلة،
فقالت: رُدُّوني لا يفضحني. قال: ثم وضعت حسنًا بين منزلها ومنزل عثمان، فكانت تنقل
إليه الطعام والماء .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:29 am



ريحانة بنت شمعون بن زيد وقيل:

زيد بن عمرو بن
قنافة بالقاف أو خنافة بالخاء المعجمة من بني النضير
وقال ابن إسحاق: من بني عمر
بن قريظة، وقال ابن سعد: ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد من بني
النضير، وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له: الحكم، ثم روى ذلك عن
الواقدي.
قال ابن إسحاق في الكبرى: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في نفسه فبينما
هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة،
فبشره وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله بل
تتركني في ملكك، فهو أخف علي وعليك فتركها .
وماتت قبل وفاة رسول الله -صلى الله
عليه وآله وسلم- بستة عشر، وقيل لما رجع من حجة الوداع.
وأخرج ابن سعد، عن
الواقدي بسند له، عن عمر بن الحكم، قال: كانت ريحانة عند زوج لها يحبها، وكانت ذات
جمال، فلما سبيت بنو قريظة، عرضت السبي على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
فعزلها، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى، وفرق السبي، فدخل
إليها، فأختبأت منه حياء، قالت: فدعاني فأجلسني بين يديه، وخيرني فاخترت الله
ورسوله، فأعتقني وتزوج بي فلم تزل عنده حتى ماتت، وكان يستكثر منها، ويعطيها ما
تسأله، وماتت مرجعه من الحج، ودفنها بالبقيع .
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن
عمر، قال: حدثني صالح بن جعفر، عن محمد بن كعب قال: كانت ريحانة مما أفاء الله على
رسوله، وكانت جميلة وسيمة، فلما قتل زوجها، وقعت في السبي، فخيرها رسول الله -صلى
الله عليه وآله وسلم- فاختارت الإسلام، فأعتقها، وتزوجها، وضرب عليها الحجاب، فغارت
عليه غيرة شديدة، فطلقها فشق عليها، وأكثرت البكاء، فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت
قبل وفاته.
وأخرج من طريق الزهري أنه لما طلقها كانت في أهلها، فقالت: لا يراني
أحد بعده، قال الواقدي: وهذا وهم فإنها توفيت عنده، وذكر محمد بن الحسن في أخبار
المدينة، عن الدراوردي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد أن رسول الله -صلى الله
عليه وآله وسلم- صلى في منزل من دار قيس بن قهد، وكانت ريحانة القرظية زوج النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم- تسكنه.
وقال أبو موسى: ذكرها ابن منده في ترجمة
مارية، ولم يفردها بترجمة، وقيل: اسمها رُبَيْجَة بالتصغير.
قلت: بل أفردها،
فإنه قال: ما هذا نصه بعد ذكره الأزواج الحرائر، وسبي جويرية في غزوة المريسيع، وهي
ابنة الحارث بن أبي ضرار، وسبي صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير، وكانت مما أفاء
الله عليه، فقسم لهما، واستسرى جاريته القبطية، فولدت له إبراهيم، واستسرى ريحانة
من بني قريظة، ثم أعتقها، فلحقت بأهلها، واحتجبت وهي عند أهلها، وهذه فائدة جليلة
أغفلها ابن الأثير.
وأخرج ابن سعد عن الواقدي من عدة طرق أنه -صلى الله عليه
وآله وسلم- تزوجها، وضرب عليها الحجاب، ثم قال: وهذا الأثر عند أهل العلم، وسمعت من
يروي أنه كان يطؤها بملك اليمين.
وأورد ابن سعد من طريق أيوب بن بشر المعافري
أنها خيرت فقالت: يا رسول الله أكون في ملكك فهو أخف علي وعليك، فكانت في ملكه
يطؤها إلى أن ماتت.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
أحلى كلام
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أحلى كلام


الهواية : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Readin10
المهنة : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Unknow10
الجنس : انثى علم بلدك : أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Female11
العذراء عدد المساهمات : 177
تاريخ الميلاد : 04/09/1985
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
السٌّمعَة : 1
العمر : 38

أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . Empty
مُساهمةموضوع: رد: أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .   أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة . I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2009 8:30 am



صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية

عمة
رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، ووالدة الزبير بن العوام أحد العشرة، وهي
شقيقة حمزة.

أمها هالة بنت وهب، خالة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-،
وكان أول من تزوجها الحارث بن حرب بن أمية، ثم هلك، فخلف عليها العوام بن خويلد بن
أسد بن عبد العزى، فولدت له الزبير والسائب، وأسلمت وروت وعاشت إلى خلافة عمر؛ قاله
أبو عمر.

قلت: وهاجرت مع ولدها الزبير. وأخرج ابن أبي خيثمة وابن منده من
رواية أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدتها صفية أن رسول الله -صلى الله
عليه وآله وسلم- لمّا خرج إلى الخندق جعل نساء في أُطُمٍ يقال له فارع، وجعل معهن
حسان بن ثابت

قال: فجاء إنسان من اليهود فَرَقَى في الحصن حتى أطل علينا،
فقلت لحسان قُمْ فاقتله. فقال: لو كان ذلك فيَّ كنت مع رسول الله -صلى الله عليه
وآله وسلم-. قالت صفية: فقمت إليه فضربته حتى قطعت رأسه، وقلت لحسان قم فاطرح رأسه
على اليهود وهم أسفل الحصن، فقال: والله ما ذاك. قالت: فأخذت رأسه فرميت به عليهم،
فقالوا: قد علمنا أن هذا لم يكن ليترك أهله خلوفا ليس معهم أحد،
فتفرقوا.

وذكره ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، عن أبيه، عن يحيى بن عباد
بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: كانت صفية في فارع... القصة؛ وفيها: احتجرتُ
وأخذتُ عمودًا، ونزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته.

وزاد يونس:
عن هشام، عن عروة، عن أبيه، عن صفية؛ قال نحوه، وزاد: وهي أول امرأة قتلت رجلا من
المشركين .

أخرجه ابن سعد، عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه: كان النبي -صلى
الله عليه وآله وسلم- إذا خرج لقتال عدوه رفع نساءه في أُطم حسان؛ لأنه كان من أحصن
الآطام، فتخلف حسان في الخندق، فجاء يهودي فلصق بالأطم ليسمع، فقالت صفية لحسان
انزل إليه فاقتله، فكأنه هاب ذلك، فأخذت عمودًا فنزلت إليه حتى فتحتُ الباب قليلا
قليلا، فحملت عليه فضربته بالعمود فقتلته.

ومن طريق حماد، عن هشام، عن أبيه-
أن صفية جاءت يوم أُحُد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوههم؛ فقال النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم-: يا زُبَيْرُ، المرأةَ .

قال ابن سعد: توفيت في
خلافة عمر

روت صفية عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- روى عنها، وأخرج
الطبراني من طريق حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: لمّا قُبِضَ النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم- خرجت صفية تلمع بردائها، وهي تقول: قد كان بَعْدَكَ
أنباءٌ وهَنْبَثَةٌ لو كنتَ شاهِدَهَا لم يَكْثُر الخَطْبَ وذكر لها ابن إسحاق من
رواية إبراهيم بن سعد وغيره في "السيرة" أبياتًا مرثية في النبي -صلى الله عليه
وآله وسلم-، منها: لِفَقْدِ رَسُولِ اللَّهِ إذْ حَانَ يَوْمُهُ فيا عينُ جُودِي
بالدموع السَّوَاجِمِ وفي "السيرة" من رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني
الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة، ومحمد بن يحيى وغيرهم، عن قتل حمزة، قال: فأقبلتْ
صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها، فلقيها الزبير فقال: أيْ أمة، إن رسول الله
-صلى الله عليه وآله وسلم- يأمرك أن ترجعي. قالت: وَلِمَ، وقد بلغني أنه مُثِّلَ
بأخي وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك لأصْبِرَنَّ وأَحْتَسِبَنَّ إن شاء
الله، فجاء الزبير فأخبره، فقال: خَلِّ سبيلها. فأتت إليه، واستغفرت له، ثم أمر به
ودُفِنَ .

ومما رثت به صفية النبيَّ -صلى الله عليه وآله وسلم إنَّ يومًا
أتى عليكَ ليومٍ كُوِّرَتْ شَمْسُهُ وكَانَ مُضِيئًا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loli.yoo7.com
 
أكبــر موســـــــــــوعــة للشــخصيــات الاســـــلاميــة .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 4انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جزيرة الهدوء  :: «-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ·.· ¦‡منتدى الأدبي‡¦·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-» :: القصص والروايات-
انتقل الى: